جذّاء ، أو أصبر على طخية عمياء.
وفي كتاب كشف المحجّة ( ٢٣٥ ـ ٢٦٩ ) قال محمّد بن يعقوب في كتاب الرسائل : عن عليّ بن إبراهيم ، بإسناده ، قال : كتب أمير المؤمنين عليهالسلام كتابا بعد منصرفه من النهروان ، وأمر أن يقرأ على الناس ... [ وفيه قوله عليهالسلام : ] فأتاني رهط يعرضون عليّ النصر ، منهم ابنا سعيد ، والمقداد بن الأسود ، وأبو ذرّ الغفاريّ ، وعمّار بن ياسر ، وسلمان الفارسيّ ، والزبير ابن العوام ، والبراء بن عازب ، فقلت لهم : إنّ عندي من النبي صلىاللهعليهوآله عهدا ، وله إليّ وصيّة ، لست أخالفه عمّا أمرني به ، فو الله لو خزموني بأنفي لأقررت لله تعالى سمعا وطاعة ... وقد كان رسول الله عهد إليّ عهدا ، فقال : « يا بن أبي طالب لك ولاء أمّتي ، فإن ولّوك في عافيه وأجمعوا عليك بالرضا فقم بأمرهم ، وإن اختلفوا عليك فدعهم وما هم فيه ، فإنّ الله سيجعل لك مخرجا » ، فنظرت فإذا ليس لي رافد ، ولا معي مساعد إلاّ أهل بيتي ، فضننت بهم عن الهلاك ، ولو كان لي بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله عمّي حمزة وأخي جعفر لم أبايع كرها ... فضننت بأهل بيتي عن الهلاك ، فأغضيت عيني على القذى ، وتجرّعت ريقي على الشجا ، وصبرت على أمرّ من العلقم ، وآلم للقلب من حزّ الشّفار ... انظر الكتاب في الإمامة والسياسية ( ج ١ ؛ ١٧٤ ـ ١٧٩ ) والغارات ( ١٩٩ ـ ٢١٢ ) والمسترشد ( ٧٧ ، ٩٨ ، ٤٢٦ ).
وفي نهج البلاغة ( ج ١ ؛ ٦٧ ) من خطبة له عليهالسلام : فنظرت فإذا ليس لي معين إلاّ أهل بيتي ، فضننت بهم عن الموت ، وأغضيت على القذى ، وشربت على الشجا ، وصبرت على أخذ الكظم ، وعلى أمرّ من طعم العلقم. وانظر مثله في نهج البلاغة أيضا ( ج ٢ ؛ ٢٠٢ ).
وفي الإرشاد (١٢٩) : ما رواه عبد الرحمن بن جندب بن عبد الله ، قال : دخلت على عليّ بن أبي طالب عليهالسلام بالمدينة ، بعد بيعة الناس لعثمان ، فوجدته مطرقا كئيبا ، فقلت له : ما أصاب قومك؟ فقال : صبر جميل ، فقلت له : سبحان الله! والله إنّك لصبور!! قال : فأصنع ما ذا؟ قلت : تقوم في الناس فتدعوهم إلى نفسك ، وتخبرهم أنّك أولى بالنبي وبالفضل والسابقة ، وتسألهم النصر على هؤلاء المتمالئين عليك ، فإن أجابك عشرة من مائة شددت بالعشرة على المائة ... فقال : أتراه يا جندب يبايعني عشرة من مائة؟ قلت : أرجو ذلك ،