قال : هؤلاء القوم هم وربّ الكعبة ، يعني أهل صفين والبصرة والخوارج.
وفي تفسير العيّاشي ( ج ٢ ؛ ٨٤ ) عن الحسن البصري ، قال : خطبنا عليّ بن أبي طالب عليهالسلام على هذا المنبر ، وذلك بعد ما فرغ من أمر طلحة والزبير وعائشة ، صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، وصلّى على رسوله ، ثمّ قال : أيّها الناس ، والله ما قاتلت هؤلاء بالأمس إلاّ بآية تركتها في كتاب الله ، إنّ الله يقول : ( وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ ) (١) ، أما والله لقد عهد إليّ رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وقال لي : يا عليّ ، لتقاتلنّ الفئة الباغية ، والفئة الناكثة ، والفئة المارقة. وانظر مجمع البيان ( ج ٣ ؛ ١١ ) والتبيان ( ج ٥ ؛ ١٨٣ ) وفيهما : « وكان حذيفة يقول : لم يأت أهل هذه الآية ». وقال شيخ الطائفة رحمهالله : « وروي عن أبي جعفر عليهالسلام أنّها نزلت في أهل الجمل ، وروي ذلك عن عليّ عليهالسلام وعمّار ، وغيرهما ».
هذا كلّه ، مضافا إلى الأحاديث الصريحة الواردة في لعن من يقاتل عليّا عليهالسلام ، ويتقدّمه ، والأحاديث الواردة في لعن الخوارج خصوصا ، وأنّهم كلاب أهل النار ، كما رواه الطوسي في أماليه (٤٨٧) بسنده عن عبد الله بن أبي أوفى ، عن النبي صلىاللهعليهوآله. وبالجملة فلا شبهة ولا إشكال في جواز بل استحباب ـ وربّما الوجوب إذا توقفت البراءة من أعداء الله على ـ لعن الناكثين والقاسطين والمارقين ، ومضافا إلى ما تقدّم في لعن النبي صلىاللهعليهوآله معاوية وأخاه وأباه في عدّة مواطن.
وقد كان أمير المؤمنين عليهالسلام إذا صلّى بالناس فقنت في الركعة الثانية ، لعن معاوية وعمرو ابن العاص ، وأبا الأعور السلمي ، والوليد بن عقبة ، والمغيرة بن شعبة ، والضحاك بن قيس ، وبسر بن أرطأة ، وحبيب بن مسلمة ، وأبا موسى الأشعري ، ومروان بن الحكم. انظر في ذلك الأصول الستّة عشر (٨٨) وعنه في بحار الأنوار ( ج ٨ ؛ ٥٦٦ ) وشرح النهج ( ج ٤ ؛ ٧٩ ) وتذكرة الخواص (١٠٢) وأمالي الطوسي (٧٢٥).
__________________
(١) التوبة ؛ ١٢