الطّرفة السادسة والعشرون
روى هذه الطرفة ـ عن كتاب الطّرف ، ـ العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ( ج ٢٢ ؛ ٢٤٩٠ ـ ٤٩٢ ).
الروايات في وفاة النبي صلىاللهعليهوآله كلّها ـ أو جلّها ـ متّفقة على حضور الزهراء والحسنين بعد عليّ عليهمالسلام عند وفاة النبي صلىاللهعليهوآله ، وأنّه أوصى عليّا والزهراء عليهماالسلام وأسرّ لهما بما لم يسرّ به إلى أحد غيرهما ، والروايات من حيث التفصيل والجزئيّات مختلفة زيادة ونقيصة ، إلاّ أنّها متواترة المعنى في أنّ النبي أفضى لهما ببعض الأسرار ، ونبّأهما بما سيلقون من بعده ، ولهذا كلّه رأينا أن ننقل بعض المرويّات في ذلك ونشير إلى باقي الروايات ليطّلع على التفاصيل من أراد ذلك.
ففي كتاب سليم بن قيس ( ٦٩ ـ ٧٢ ) قال سليم : سمعت سلمان الفارسي ، قال : كنت جالسا بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآله في مرضه الّذي قبض فيه ، فدخلت فاطمة عليهاالسلام ، فلمّا رأت ما برسول الله صلىاللهعليهوآله خنقتها العبرة حتّى جرت دموعها على خدّيها ، فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا بنيّة ، ما يبكيك؟ قالت : يا رسول الله ، أخشى على نفسي وولدي الضيعة من بعدك ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله واغرورقت عيناه : يا فاطمة ، أو ما علمت أنّا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ، وأنّه حتم الفناء على جميع خلقه؟! إنّ الله تبارك وتعالى اطّلع إلى الأرض اطّلاعة فاختارني منهم فجعلني نبيّا ، ثمّ اطّلع إلى الأرض ثانيا فاختار بعلك وأمرني أن أزوّجك إيّاه ، وأن أتّخذه أخا ووزيرا ووصيّا ، وأن أجعله خليفتي في أمّتي ، فأبوك خير