أنبياء الله ورسله ، وبعلك خير الأوصياء والوزراء ، وأنت أوّل من يلحقني من أهلي ، ثمّ اطّلع إلى الأرض اطّلاعة ثالثة ، فاختارك وأحد عشر رجلا من ولدك وولد ـ أخي ـ بعلك ، فأنت سيّدة نساء أهل الجنّة ، وابناك سيّدا شباب أهل الجنّة ، وأنا وأخي والأحد عشر إماما أوصيائي إلى يوم القيامة ، كلّهم هاد مهتد ... فاستبشرت فاطمة عليهاالسلام بما قال وفرحت ... ثمّ نظر رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى فاطمة ، وإلى بعلها وإلى ابنيها ، فقال : يا سلمان ، أشهد الله أنّي حرب لمن حاربهم ، وسلم لمن سالمهم ، أما إنّهم معي في الجنّة ، ثمّ أقبل النبي صلىاللهعليهوآله على عليّ عليهالسلام فقال : يا عليّ ، إنّك ستلقى من قريش شدّة من تظاهرهم عليك وظلمهم لك ، فإن وجدت أعوانا فجاهدهم ، وقاتل من خالفك بمن وافقك ، فإن لم تجد أعوانا فاصبر واكفف يدك ، ولا تلق بيدك إلى التهلكة ، فإنك منّي بمنزلة هارون من موسى ، ولك بهارون أسوة حسنة ؛ إنّه قال لأخيه موسى ( إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي ) (١). وروى هذا الخبر بتفاوت يسير في إكمال الدين ( ٢٦٢ ـ ٢٦٤ ) بسنده عن سليم بن قيس ، وروى فرات في تفسيره ( ٤٦٤ ـ ٤٦٥ ) قريبا منه بسنده عن عبد الله بن عبّاس ، عن سلمان. وانظر أمالي الطوسي ( ١٥٤ ـ ١٥٥ ) وإرشاد القلوب ( ٤١٩ ـ ٤٢١ ).
وفي أمالي الطوسي (١٨٨) بسنده عن عبد الله بن العبّاس ، قال : لمّا حضرت رسول الله صلىاللهعليهوآله الوفاة بكى حتّى بلت دموعه لحيته ، فقيل له : يا رسول الله ما يبكيك؟ فقال : أبكي لذرّيّتي ، وما تصنع بهم شرار أمّتي من بعدي ، كأنّي بفاطمة ابنتي وقد ظلمت بعدي ، وهي تنادي : « يا أبتاه يا أبتاه » ، فلا يعينها أحد من أمّتي ، فسمعت ذلك فاطمة عليهاالسلام فبكت ، فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوآله : لا تبكين يا بنيّة ، فقالت : لست أبكي لما يصنع بي بعدك ، ولكن أبكي لفراقك يا رسول الله ، فقال لها : أبشري يا بنت محمّد بسرعة اللّحاق بي ، فإنّك أوّل من يلحق بي من أهل بيتي.
وفي كشف الغمّة ( ج ١ ؛ ٤٩٧ ـ ٤٩٨ ) روى جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : دخلت
__________________
(١) الأعراف ؛ ١٥٠