قالت : يا أبه ، أين ألقاك؟ قال : تلقيني عند الحوض وأنا أسقي شيعتك ومحبّيك ، وأطرد أعداءك ومبغضيك.
قالت : يا رسول الله ، فإن لم ألقك عند الحوض؟ قال : تلقيني عند الميزان.
قالت : يا أبه وإن لم ألقك عند الميزان؟ قال : تلقيني عند الصراط ، وأنا أقول : سلم سلم شيعة عليّ.
قال أبو ذرّ : فسكن قلبها ، ثمّ التفت إليّ رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال : يا أبا ذرّ ، إنّها بضعة منّي ، فمن آذاها فقد آذاني ، ألا إنّها سيّدة نساء العالمين ، وبعلها سيّد الوصيين ، وابنيها الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة ، وإنّهما إمامان إن قاما أو قعدا ، وأبوهما خير منهما ، وسوف يخرج من صلب الحسين عليهالسلام تسعة من الأئمّة معصومون ، قوّامون بالقسط ، ومنّا مهديّ هذه الأمّة.
وفيه أيضا ( ١٢٤ ـ ١٢٦ ) بسنده عن عمّار بن ياسر ، قال : لمّا حضرت رسول الله صلىاللهعليهوآله الوفاة دعا بعلي عليهالسلام فسارّه طويلا ، ثمّ قال : يا عليّ ، أنت وصيّي ووارثي ، قد أعطاك الله علمي وفهمي ، فإذا متّ ظهرت لك ضغائن في صدور قوم ، وغصبت على حقّك ، فبكت فاطمة عليهاالسلام ، وبكى الحسن والحسين عليهماالسلام ، فقال صلىاللهعليهوآله لفاطمة : يا سيّدة النسوان ، ممّ بكاؤك؟ قالت : يا أبه ، أخشى الضيعة بعدك ، قال : أبشري يا فاطمة ، فإنّك أوّل من يلحقني من أهل بيتي ، ولا تبكي ولا تحزني ، فإنّك سيّدة نساء أهل الجنّة ....
وانظر دخولها على النبي صلىاللهعليهوآله في مرض موته ، وبكائها ، وقول النبي : حبيبتي فاطمة ما الّذي يبكيك؟ فقالت : أخشى الضيعة بعدك ، ثمّ بشّرها النبي صلىاللهعليهوآله ببشارات ، انظر ذلك في مجمع الزوائد ( ج ٩ ؛ ١٦٥ ) وتاريخ دمشق ( ج ١ ؛ ٢٣٩ ) : ومفتاح النجا (٣٠).
وفي مناقب ابن شهرآشوب ( ج ١ ؛ ٢٣٧ ) أبو عبد الله بن ماجة في السنن ، وأبو يعلى الموصلىّ في المسند ، قال أنس : كانت فاطمة تقول لمّا ثقل النبي صلىاللهعليهوآله : جبرئيل إلينا ينعاه ، يا أبتاه من ربّه ما أدناه ، يا أبتاه جنّة الفردوس مأواه ، يا أبتاه أجاب ربّا دعاه.
وفي المختار من مسند فاطمة الزهراء (١٥٣) عن عائشة : أن رسول الله صلىاللهعليهوآله في مرضه