وباقي المتحزّبين ، مضافا إلى إخبار النبي صلىاللهعليهوآله عليّا عليهالسلام في مواطن شتّى بأسماء الظالمين له وما سيحلّ به وبأهل البيت ، وإخباره للشيخين وعائشة وحفصة بما سيفعلونه ، مع تحذيره صلىاللهعليهوآله لهم من ذلك ، بعد كلّ ذلك يبدو جليّا صحّة ما في هذه الطّرفة من إسرار النبي للزهراء بما سيجري عليها وعلى ولدها كما علمت ، وأنّه صلىاللهعليهوآله بعد ذلك دعا عليّا فأخبره بكلّ ما سيجري ، وعلّمه ألف باب يفتح من كلّ باب ألف باب.
وانظر ما كان عند وفاة النبي صلىاللهعليهوآله وبعض ما يتعلّق بالمطلب ، فيما مرّ من صدر الطّرفة التاسعة عشر.
إن إجماع القوم على ظلم عليّ وأهل بيته عليهمالسلام ممّا لا يرتاب ولا يشكّ فيه أحد ، لتواتر هذا المعنى وكونه من المسلّمات التاريخيّة ، ولكنّنا ننقل هنا إخبار النبي صلىاللهعليهوآله عليّا وأهل البيت عليهمالسلام بذلك ، وفي مناسبات شتّى ، وخصوصا عند وفاته.
ففي الاحتجاج ( ج ١ ؛ ٢٧٢ ـ ٢٧٣ ) عن الحسن عليهالسلام ، قال : أنشدكم بالله أتعلمون أنّه [ أي عليّا ] دخل على رسول الله صلىاللهعليهوآله في مرضه الّذي توفّي فيه ، فبكى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال عليّ عليهالسلام : ما يبكيك يا رسول الله؟ فقال صلىاللهعليهوآله : يبكيني أنّي أعلم أنّ لك في قلوب رجال من أمّتي ضغائن لا يبدونها لك حتّى أتولّى عنك.
وفي مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢ ؛ ٢٠٩ ) عن عليّ عليهالسلام ، قال : بينا أنا وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام عند رسول الله صلىاللهعليهوآله إذا التفت إليّ فبكى ، فقلت : ما يبكيك يا رسول الله؟ قال : أبكي من ضربتك على القرن ، ولطم فاطمة خدّها ، وطعن الحسن في فخذه والسمّ الّذي يسقاه ، وقتل الحسين.
وفي كفاية الأثر (١٢٤) عن عمّار بن ياسر ، قال : لمّا حضرت رسول الله صلىاللهعليهوآله الوفاة دعا بعلي عليهالسلام فسارّه طويلا ، ثمّ قال : يا عليّ ، أنت وصيّي ووارثي ، وأعطاك الله علمي وفهمي ، فإذا متّ ظهرت لك ضغائن في صدور القوم ، وغصبت على حقّك ، فبكت فاطمة