قال : ما رحمت أحدا رحمتي عليّا حين أتي به ملبّبا ... ورواه الدرازيّ في التهاب نيران الأحزان (٧١).
وفي السقيفة وفدك ( ٧١ ـ ٧٢ ) : أخبرني أبو بكر الباهلي ، عن إسماعيل بن مجالد ، عن الشعبي ، قال : قال أبو بكر : يا عمر ، أين خالد بن الوليد؟ قال : هو هذا ، فقال : انطلقا إليهما ـ يعني عليّا والزبير ـ فائتياني بهما ، فانطلقا ، فدخل عمر ووقف خالد على الباب من خارج ، فقال عمر للزبير : ما هذا السيف؟ قال : أعددته لأبايع عليّا ، قال : وكان في البيت ناس كثير ، منهم المقداد بن الأسود وجمهور الهاشميّين ، فاخترط عمر السيف فضرب به صخرة في البيت فكسره ، ثمّ أخذ بيد الزبير فأقامه ، ثمّ دفعه فأخرجه ، وقال : يا خالد دونك هذا ، فأمسكه خالد ، وكان خارج البيت مع خالد جمع كثير من الناس ، أرسلهم أبو بكر ردءا لهما ، ثمّ دخل عمر ، فقال لعليّ : قم فبايع ، فتلكّأ واحتبس ، فأخذ بيده ، وقال : قم ، فأبى أن يقوم ، فحمله ودفعه كما دفع الزبير ، ثمّ أمسكهما خالد ، وساقهما عمر ومن معه سوقا عنيفا ، واجتمع الناس ينظرون ، وامتلأت شوارع المدينة بالرجال ... ورواه عن الجوهريّ ابن أبي الحديد في شرح النهج ( ج ٦ ؛ ٤٨ ـ ٤٩ ).
وهذه النصوص كلّها صريحة بأنّهم لبّبوا عليّا عليهالسلام ، وساقوه سوقا عنيفا ، وألقوا في عنقه حبلا ، وسحبوه إلى البيعة سحبا ، وأنّه عليهالسلام صبر واحتسب لوصيّة رسول الله صلىاللهعليهوآله بذلك. ولقد أجاد الشاعر المرحوم السيّد باقر الهنديّ الموسويّ رحمهالله ، حيث قال في قصيدة له بعنوان « نصّ الغدير » كما في ديوانه (٢٥) :
دخلوا الدار وهي حسرى بمر أى |
|
من عليّ ذاك الأبي الغيور |
واستداروا بغيا على أسد ال |
|
لّه فأضحى يقاد قود البعير |
ينظر الناس ما بهم من معين |
|
وينادي ، وماله من نصير |