فضرب عليها أبو بكر ورضي بذلك منه ... وقيل للزبير : بايع ، فأبى ... قال سلمان : ثمّ أخذوني فوجئوا عنقي حتّى تركوها كالسّلعة ، ثمّ أخذوا يدي فبايعت مكرها ، ثمّ بايع أبو ذرّ والمقداد مكرهين ، وما بايع أحد من الأمّة مكرها غير عليّ عليهالسلام وأربعتنا.
وفيه أيضا (١٢٨) قول عليّ عليهالسلام : ولم يكن معي أحد من أهل بيتي أصول به ، ولا أقوى به ، أمّا حمزة فقتل يوم أحد ، وأمّا جعفر فقتل يوم مؤتة ... فأكرهوني وقهروني ، فقلت كما قال هارون لأخيه : يا ( ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي ) (١) ، فلي بهارون أسوة حسنة ، ولي بعهد رسول الله صلىاللهعليهوآله إليّ حجّة قويّة.
وفي الشافي في الإمامة ( ج ٣ ؛ ٢٤٤ ) : روى إبراهيم ، عن يحيى بن الحسن ، عن عاصم بن عامر ، عن نوح بن درّاج ، عن داود بن يزيد الأوديّ ، عن أبيه ، عن عديّ بن حاتم ، قال : ما رحمت أحدا رحمتي عليّا ، حين أتي به ملبّبا ، فقيل له : بايع ، قال : فإن لم أفعل؟ قالوا : إذا نقتلك ، قال : إذا تقتلون عبد الله وأخا رسوله ، ثمّ بايع كذا ، وضمّ يده اليمنى.
وفي التهاب نيران الأحزان ( ٧١ ـ ٧٢ ) : وروى عديّ بن حاتم ، قال : والله ما رحمت أحدا من خلق الله مثل رحمتي لعليّ بن أبي طالب ، حين أتوا به ملبّبا بثوبه حتّى أو قفوه بين يدي الأوّل ، فقالوا له : بايع ، قال : وإن لم أفعل؟ قالوا : نضرب الّذي فيه عيناك ، فرفع طرفه إلى السماء ، وقال : اللهمّ إنّي أشهدك أنّهم يقتلونني وأنا عبدك وأخو رسولك ، فقالوا له : مدّ يدك وبايع ، فجرّوا يده فقبض عليها ، وراموا فتحها فلم يقدروا ، فمسح عليها الأوّل وهي مضمومة ، وهو عليهالسلام ينظر إلى قبر رسول الله صلىاللهعليهوآله ويقول : يا بن العم ( إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي ) (٢). ورواه بهذا النصّ الشيخ عبّاس القمّي في بيت الأحزان ( ١٦٥ ـ ١٦٦ ).
وقال العلاّمة المجلسي رحمهالله في بحار الأنوار ( ج ٨ ؛ ٢٣٠ ـ ٢٣٣ ) : أجاز لي بعض الأفاضل في مكّة ـ زاد الله شرفها ـ رواية هذا الخبر ، وأخبرني أنّه أخرجه من الجزء الثاني من كتاب
__________________
(١) الأعراف ؛ ١٥٠
(٢) الأعراف ؛ ١٥٠