إلاّ الإمام الّذي بعده.
ففي إكمال الدين ( ٢٦ ـ ٢٧ ) : وكذلك أخبرنا رسول الله صلىاللهعليهوآله بتشاكل أفعال الأوصياء في من تقدّم وتأخّر ، من قصّة يوشع بن نون وصي موسى عليهالسلام ، مع صفراء بنت شعيب زوجة موسى ، وقصّة أمير المؤمنين عليهالسلام وصي رسول الله صلىاللهعليهوآله مع عائشة بنت أبي بكر ، وإيجاب غسل الأنبياء أوصياءهم بعد وفاتهم.
حدّثنا عليّ بن أحمد الدقّاق ، قال : حدّثنا حمزة بن القاسم ، قال : حدّثنا أبو الحسن عليّ بن الجنيد الرازيّ ، قال : حدّثنا أبو عوانة ، قال : حدّثنا الحسن بن عليّ ، عن عبد الرزّاق ، عن أبيه ، عن مينا مولى عبد الرحمن بن عوف ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : قلت للنبي صلىاللهعليهوآله : يا رسول الله ، من يغسّلك إذا متّ؟ قال صلىاللهعليهوآله : يغسّل كلّ نبي وصيّه ، قلت : فمن وصيّك يا رسول الله؟ قال صلىاللهعليهوآله : عليّ بن أبي طالب ... وروى هذا الحديث بسنده عن ابن مسعود ، ابن جرير الطبريّ الإمامي في بشارة المصطفى (٢٧٧).
وعقد الكليني في الكافي ( ج ١ ؛ ٣٨٤ ـ ٣٨٥ ) بابا بعنوان « إنّ الإمام لا يغسّله إلاّ إمام من الأئمّة » ، وروى فيه ثلاثة أحاديث ، الثاني منها بسنده عن أبي معمر ، قال : سألت الرضا عليهالسلام عن الإمام يغسّله الإمام؟ قال عليهالسلام : سنّة موسى بن عمران عليهالسلام.
وكتب في الهامش نقلا عن مرآة العقول للمجلسي : أي غسّله وصيّه في التيه ، وحضر حين موته.
وهاهنا طريفة نقلها ابن أبي الحديد في شرح النهج ( ج ١٣ ؛ ٣٨ ) ، تعليقا على ما كانت تقوله عائشة : « لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسّله إلاّ نساؤه » ، قال ابن أبي الحديد : حضرت عند محمّد بن معدّ العلويّ في داره ببغداد ، وعنده حسن بن معالي الحلّي المعروف بابن الباقلاويّ ، وهما يقرآن هذا الخبر وهذه الأحاديث من تاريخ الطبريّ ، فقال محمّد بن معدّ لحسن بن معالي : ما تراها قصدت بهذا القول؟ قال : حسدت أباك على ما كان يفتخر به من غسل رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فضحك محمّد ، فقال : هبها استطاعت أن تزاحمه في الغسل ، هل تستطيع أن تزاحمه في غيره من خصائصه؟! وانظر قول عائشة في تاريخ الطبريّ ( ج ٣ ؛ ٢٠٤ ).