كان رسول الله صلىاللهعليهوآله قد بلّغ ولاية أمير المؤمنين وإمامته ، وأذاع ذلك في مناسبات شتّى ، حتّى إذا قربت وفاته ، أمره جبرئيل عن الله أن يبلّغ ذلك تبليغا عامّا يوم الغدير ، وأخذ صلىاللهعليهوآله البيعة له بذلك ، فاستاء المنافقون من ذلك ، لأنّهم كانوا يرجون أن يموت رسول الله صلىاللهعليهوآله فيرجع الأمر بأيديهم ، فلمّا نصب رسول الله صلىاللهعليهوآله عليّا عليهالسلام خليفة من بعده ، تآمروا على قتل النبي في ثنيّة العقبة ، فتواردوا في الثنيّة ، وحملوا معهم دبابا طرحوا فيها الحصى ودحرجوها بين قوائم ناقة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وكان عمّار يسوقها ، وحذيفة يقودها ، فأوقف الله الناقة وافتضح القوم.
قال الديلمي في إرشاد القلوب ( ٣٣٢ ـ ٣٣٦ ) قال حذيفة : فعرفتهم رجلا رجلا وإذا هم كما قال رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وعدد القوم ، أربعة عشر رجلا ، تسعة من قريش ، وخمسة من سائر الناس ... هم والله : أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وطلحة ، وعبد الرحمن بن عوف ، وسعد ابن أبي وقاص ، وأبو عبيدة بن الجراح ، ومعاوية بن أبي سفيان ، وعمرو بن العاص ، هؤلاء من قريش ، وأمّا الخمسة : فأبو موسى الأشعريّ ، والمغيرة بن شعبة الثقفي ، وأوس ابن الحدثان النصريّ ، وأبو هريرة ، وأبو طلحة الأنصاريّ ... وارتحل رسول الله صلىاللهعليهوآله من منزل العقبة ، فلمّا نزل المنزل الآخر رأى سالم مولى أبي حذيفة أبا بكر وعمر وأبا عبيدة يسارّ بعضهم بعضا ، فوقف عليهم وقال : أليس قد أمر رسول صلىاللهعليهوآله أن لا يجتمع ثلاثة نفر من الناس على سرّ؟! والله لتخبروني عمّا أنتم عليه وإلاّ أتيت رسول الله حتّى أخبره بذلك منكم ، فقال أبو بكر : يا سالم ، عليك عهد الله وميثاقه ، لئن نحن خبرناك بالّذي نحن فيه وما اجتمعنا له ، فإن أحببت أن تدخل معنا فيه دخلت وكنت رجلا منّا ، وإن كرهته كتمته علينا؟
فقال سالم : ذلك لكم منّي ، وأعطاهم بذلك عهده وميثاقه ، وكان سالم شديد البغض والعداوة لعليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، وعرفوا ذلك منه ، فقالوا له : إنّا قد اجتمعنا على أن نتحالف