أهل البيت عليهمالسلام ـ فهم أدرى بما فيه ـ فإنّها اتّفقت على صفة الكفن كما هو مذكور هنا ، وإذا نظرت إلى طبقات ابن سعد ( ج ٢ ؛ ٢٨١ ـ ٢٨٧ ) وجدت الاختلاف في ذلك ، فذكر من قال أنّه صلىاللهعليهوآله كفّن في ثلاثة أثواب بيض ليس فيها قميص ولا عمامة ، ثمّ ذكر من قال أنّه صلىاللهعليهوآله كفّن في ثلاثة أثواب أحدها حبرة [ وهو برد يمان ] ، ثمّ ذكر من قال أنّه كفّن في ثلاثة أثواب برود ، ومن قال كفّن في قميص وحلّة ، ثمّ روى في آخر ذلك حديثا ، فقال : أخبرنا عارم بن الفضل ، أخبرنا حماد بن زيد ، عن أيوب ، قال أبو قلابة : ألا تعجب من اختلافهم علينا في كفن رسول الله صلىاللهعليهوآله؟!
وإذا لحظت القسم الثاني ، وهو الّذي يوافق مرويات الإماميّة عن أئمتهم ، وجدت أنّ أغلب مروياته عن الزهريّ ، وسعيد بن المسيب ، عن السجاد ، وعن الصادق عليهماالسلام ، وعن ابن عبّاس ، وهم أدرى بما في البيت كما تقدّم. وعلى كلّ حال فنحن نذكر بعض المرويّات والمصادر الّتي مضمونها هو ما في هذه الطّرفة.
ففي الكافي ( ج ٢ ؛ ٤٠ ) بسنده ، قال : سئل أبو عبد الله عليهالسلام ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، بم كفّن؟ قال : في ثلاثة أثواب ، ثوبين صحاريين ، وبرد حبرة.
وفي فقه الرضا عليهالسلام (٢٠) : وروي أنّ عليّا عليهالسلام كفّنه في ثلاثة أثواب ، ثوبين صحاريّين ، وثوب حبرة يمانيّة.
وفي أمالي الصدوق : ٥٠٦ بسنده عن ابن عبّاس ، قال : لمّا مرض رسول الله صلىاللهعليهوآله ... قال لعليّ عليهالسلام : يا بن أبي طالب ، إذا رأيت روحي قد فارقت جسدي فاغسلني ، وأنق غسلي ، وكفّنّي في طمريّ هذين ، أو في بياض مصر وبرد يمان ، ولا تغال في كفني. ورواه الفتال النيسابوريّ في روضة الواعظين (٧٢).
وفي الوفا بأحوال المصطفى (٨١١) عن ابن عبّاس ، قال : لمّا غسّلوا رسول الله صلىاللهعليهوآله جففوه ، ثمّ صنع به كما يصنع بالميّت ، ثمّ أدرج في ثلاثة : ثوبين أبيضين ، وبرد حبرة.
وفي تاريخ الطبريّ ( ج ٣ ؛ ٢٠٤ ) عن الزهريّ ، عن السجاد عليهالسلام ، قال : فلمّا فرغ من غسل رسول الله صلىاللهعليهوآله كفّن في ثلاثة أثواب : ثوبين صحاريّين وبرد حبرة ، أدرج فيها إدراجا.