وانظر في صفة كفن النبي صلىاللهعليهوآله التهذيب ( ج ١ ؛ ١٣٢ ) وكشف الغمّة ( ج ١ ؛ ١٧ ) ومروج الذهب ( ج ٢ ؛ ٢٩١ ).
وشرح النهج ( ج ١٣ ؛ ٣٨ ) وطبقات ابن سعد ( ج ٢ ؛ ٢٨٤ ـ ٢٨٥ ) وحلية الأولياء ( ج ٤ ؛ ٧٨ ) وسيرة ابن هشام ( ج ٤ ؛ ٣١٣ ) وتاريخ ابن الأثير ( ج ٢ ؛ ٣٣٣ ) ومسند أحمد ( ج ١ ؛ ٢٦٠ ) وسنن البيهقي ( ج ٣ ؛ ٣٨٨ ).
صحّت الروايات من طرق الفريقين ، أنّ عليّا عليهالسلام كان الأصل والقائم بأمر رسول الله صلىاللهعليهوآله من غسله وتكفينه ودفنه ، ونزل معه في القبر الفضل بن عبّاس وقثم وشقران مولاهم ، وطلب منه أوس بن خوليّ أحد الأنصار من الخزرج أن لا ينسى حظهم من رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فأدخله عليّ عليهالسلام ، فالمراد بهذه الرواية إذن ما مرّ من أنّ عليّا آخر الناس عهدا برسول الله ، وأنّه كان هو المتولّي لأمور التغسيل والتكفين والدفن لرسول الله ، والباقون كانوا تبعا له ، داخلين بأمر منه عليهالسلام ، فلا ينافي دخول بعض بأمره عليهالسلام أنّه لم يدخل القبر غيره عليهالسلام بأمر رسول الله صلىاللهعليهوآله ، حيث روى العامّة أيضا أنّه صلىاللهعليهوآله قال قبل موته ـ كما في شرح النهج ( ج ١٣ ؛ ٣٧ ) وغيره ـ : « يغسّلني أهلي الأدنى منهم فالأدنى ، وأكفّن في ثيابي أو في بياض مصر أو في حلّة يمانيّة » ، ومعلوم أنّ عليّا عليهالسلام كان أدناهم لرسول الله صلىاللهعليهوآله كما تقدّم.
قال ابن أبي الحديد في شرح النهج ( ج ١٣ ؛ ٤٠ ) بعد إيراده لروايات الغسل والكفن والدفن ومناقشتها : قلت : من تأمّل هذه الأخبار علم أنّ عليّا عليهالسلام كان الأصل والجملة والتفصيل في أمر رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ألا ترى أنّ أوس بن خوليّ لا يخاطب أحدا من الجماعة غيره ، ولا يسأل غيره في حضور الغسل والنزول في القبر.
وقد صرّح الإمام عليّ عليهالسلام بأنّه هو والملائكة معه دفنوا رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال في نهج البلاغة ( ج ٢ ؛ ١٧٢ ) : ولقد وليت غسله صلىاللهعليهوآله والملائكة أعواني ، فضجت الدار والأفنية ، ملأ يهبط وملأ يعرج ، وما فارقت سمعي هينمة منهم ، يصلّون عليه ، حتّى واريناه في