وروى الوصابي في أسنى المطالب ( ٧٢ / الحديث ٩ ) في الباب الحادي عشر ، بإسناده عن ابن عبّاس ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا عليّ ، إنّك مخاصم لهم ، أنت أوّل المؤمنين إيمانا ، وأعلمهم بأيّام الله ، وأوفاهم بعهده ، وأقسمهم بالسويّة ، وأرأفهم بالرعيّة ، وأعظمهم عند الله مزيّة ، وأنت عاضدي وغاسلي ودافني ....
ويدلّ عليه أيضا ما مرّ من أنّه آخر الناس عهدا برسول الله صلىاللهعليهوآله ؛ لأنّه هو الّذي واراه في حفرته ، حتّى قال أحد الشعراء من الصحابة : (١)
ما كنت أحسب أنّ الأمر منصرف |
|
عن هاشم ثمّ منها عن أبي حسن |
أليس أوّل من صلّى لقبلتكم |
|
وأعلم الناس بالأحكام والسنن |
وآخر الناس عهدا بالنبي ومن |
|
جبريل عون له في الغسل والكفن |
وفي الإرشاد (١٠١) : ودخل أمير المؤمنين عليهالسلام ، والعبّاس بن عبد المطلب ، والفضل ابن العبّاس ، وأسامة بن زيد ، ليتولّوا دفن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فنادت الأنصار من وراء البيت : يا عليّ ، إنّا نذكرك الله وحقّنا اليوم من رسول الله أن يذهب ، أدخل منّا رجلا يكون لنا به حظّ من مواراة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال عليهالسلام : ليدخل أوس بن خوليّ ـ وكان بدريا فاضلا من بني عوف من الخزرج ـ فلمّا دخل قال له عليّ عليهالسلام : انزل القبر ، فنزل ، ووضع أمير المؤمنين عليهالسلام رسول الله صلىاللهعليهوآله على يديه ودلاّه في حفرته ، فلمّا حصل في الأرض ، قال له : اخرج ، فخرج ، ونزل عليّ عليهالسلام القبر ، فكشف عن وجه رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ووضع خدّه على الأرض موجّها إلى القبلة عن يمينه ، ثمّ وضع عليه اللبن ، وأهال عليه التراب. وروى مثله الطبرسي في إعلام الورى (٨٤).
وانظر دفن رسول الله صلىاللهعليهوآله وتولّي عليّ عليهالسلام لذلك ، وأنّ الباقين كانوا تبعا له يأتمرون
__________________
(١) نسبه سليم في كتابه : ٧٨ ، والأربلي في كشف الغمّة ( ج ١ ؛ ٦٧ إلى العباس ، ونسبه اليعقوبي في تاريخه ( ج ٢ ؛ ١٢٤ ) إلى عتبة بن أبي لهب ، ونسبه المفيد في الجمل : (١١٨) إلى عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ، وفي الإرشاد : (٢٢) إلى خزيمة بن ثابت ، ونسبه الشريف المرتضى في الفصول المختارة : (٢١٦) إلى ربيعة بن الحارث ، ونسبه الكراجكي في كنز الفوائد ( ج ١ ؛ ٢٦٧ ) إلى سفيان بن الحارث بن عبد المطلب.