وفي الكافي ( ج ١ ؛ ٤٥١ ) بسنده عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام ، قال : لمّا قبض النبي صلىاللهعليهوآله صلّت عليه الملائكة ، والمهاجرون والأنصار فوجا فوجا ، قال : وقال أمير المؤمنين عليهالسلام : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول في صحّته وسلامته : إنّما أنزلت هذه الآية عليّ في الصلاة عليّ بعد قبض الله لي ( إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) (١).
وقال العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ( ج ٢٢ ؛ ٥٤١ ) بعد نقله لروايات متعدّدة في كيفية الصلاة على رسول الله صلىاللهعليهوآله :
بيان : يظهر من مجموع ما مرّ في الأخبار في الصلاة عليه صلىاللهعليهوآله أنّ الصلاة الحقيقيّة هي الّتي كان أمير المؤمنين عليهالسلام صلاّها أوّلا مع الستّة المذكورين في خبر سليم ، ولم يدخل في ذلك سوى الخواص من أهل بيته وأصحابه ـ لئلاّ يتقدّم أحد من لصوص الخلافة في الصلاة ، أو يحضر أحد من هؤلاء المنافقين فيها ـ ثمّ كان عليهالسلام يدخل عشرة عشرة من الصحابة ، فيقرأ الآية ، ويدعون ويخرجون من غير صلاة.
وسيأتيك في الطّرفة القادمة المزيد ، عند ذكر أنّ عليّا عليهالسلام أخبر بمكان دفن النبي صلىاللهعليهوآله ، وأنّ الملائكة كانت معه في الغسل والصلاة والدفن.
هذا ، ولا بدّ من التنبيه إلى أن روايات العامّة ذكرت تغسيل عليّ عليهالسلام للنبي صلىاللهعليهوآله ودفنه له ، وذكرت كيفيّة الصلاة عليه ، لكنّها أغفلت أو تغافلت عن ذكر صلاة عليّ عليهالسلام بالخصوص عليه ، وأنّ صلاته كانت هي الصلاة الّتي أمر الله ورسوله بها ، وعلى كلّ حال فنحن نذكر هنا بعض النصوص منهم في ذلك ونشير إلى مواضع البعض الآخر منها ، وستتبيّن مواضع التحريف والتغيير في رواياتهم ؛
ففي حلية الأولياء ( ج ٤ ؛ ٧٨ ) بسنده عن جابر بن عبد الله وابن عبّاس ، في حديث طويل في وفاة النبي صلىاللهعليهوآله ، فيه قول رسول الله صلىاللهعليهوآله : فإذا أنتم وضعتموني على السرير فضعوني
__________________
(١) الأحزاب ؛ ٥٦