ونصح لأمّته ، وجاهد في سبيل الله ، حتّى أعزّ الله دينه وتمّت كلمته ، اللهمّ فاجعلنا ممّن يتّبع ما أنزل الله إليه ، وثبّتنا بعده ، واجمع بيننا وبينه ، فيقول الناس : آمين آمين ، حتّى صلّى عليه الرجال ، ثمّ النساء ، ثمّ الصبيان.
وانظر كيفيّة الصلاة عليه في طبقات ابن سعد ( ج ٢ ؛ ٢٨٨ ـ ٢٩٢ ) والوفا بأحوال المصطفى ( ٨١١ ـ ٨١٢ ) وتاريخ الطبريّ ( ج ٣ ؛ ٢٠٥ ) وتاريخ ابن الأثير ( ج ٢ ؛ ٣٣٣ ) والعقد الفريد ( ج ٥ ؛ ٨ ) وشرح النهج ( ج ١٣ ؛ ٣٩ ) والبداية والنهاية ( ج ٥ ؛ ٢٨٥ ـ ٢٨٦ ، ٢٩١ ).
ويبقى أن نشير إلى أنّ الواجب في الصلاة على الميّت هي التكبيرات الخمس ، وأنّ التكبيرات الأربع إنّما كانت للصلاة على المنافقين فقط ، إذ كان صلىاللهعليهوآله إذا صلّى على أحدهم نقص من الصلاة التكبيرة الّتي فيها الدعاء للميّت ، فتبقي أربع تكبيرات ، انظر في ذلك ما في علل الشرائع (٣٠٣).
وقد انعقد إجماع الطائفة الإماميّة تبعا لأئمّة أهل البيت عليهمالسلام على التكبيرات الخمس.
قال الشيخ الطوسي في الخلاف ( ج ١ ؛ ٧٢٤ / المسألة رقم ٥٤٣ ) : دليلنا إجماع الفرقة.
وقال العلاّمة في تذكرة الفقهاء ( ج ٢ ؛ ٦٨ ) : إذا نوى المصلّي ، كبر خمسا ، بينها أربعة أدعية ، ذهب إليه علماؤنا أجمع.
وقال العاملي في مدارك الأحكام ( ج ٤ ؛ ١٦٤ ) : وهي خمس تكبيرات ، هذا قول علمائنا أجمع.
وانظر نقل الإجماع في الروضة البهيّة ( ج ١ ؛ ١٣٨ ) والانتصار (٥٩) والسرائر ( ج ١ ؛ ٣٥٧ ) والمعتبر ( ج ٢ ؛ ٣٤٩ ) والبيان (٧٦) وجامع المقاصد ( ج ١ ؛ ٤٢٢ ).
فالتكبيرات الخمس والسبعون الأخرى يظهر أنّها بعدد صفوف الملائكة المقرّبين ، ففي الصراط المستقيم ( ج ٢ ؛ ٤٣ ) قال : فلمّا قبض آدم أوحى الله إلى هبة الله أن « صلّ عليه وكبر خمسا » ، فصلّى وكبر ، فجرت السنّة ، وكبر سبعين أخرى سنّة بعدد صفوف الملائكة ، كلّهم لمن صلّى خلفه.