الطّرفة الحادية والثلاثون
روى هذه الطّرفة ـ عن كتاب الطّرف ـ العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ( ج ٢٢ ؛ ٤٩٤ ).
مرّ قبل قليل أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله كان قد أوصى عليّا عليهالسلام أن يدفنه في الموضع الذي قبض فيه ، وأنّه لا يقبض الله نبيّا إلاّ في موضع ارتضاه لدفنه ، وفوق ذلك ؛ فإنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله أخبر عليّا عليهالسلام بموضع دفنه وبقبره بعينه ، كما أخبره أنّ الملائكة الكرام ستخبره بموضع دفنه وتعينه في الدفن ، كما أعانته في الغسل والصلاة عليه.
ففي نهج البلاغة ( ج ٢ ؛ ١٧٢ ) من كلام للإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، قال فيه : ولقد وليت غسله صلىاللهعليهوآله ، والملائكة أعواني ، فضجّت الدار والأفنية ، ملأ يهبط وملأ يعرج ، وما فارقت سمعي هينمة منهم ، يصلّون عليه ، حتّى واريناه في ضريحه. وهذا صريح في أن الملائكة الكرام كانت مع عليّ عليهالسلام في دفن النبي صلىاللهعليهوآله.
وفي الكافي ( ج ١ ؛ ٤٥٠ ـ ٤٥١ ) بسنده عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام ، قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله لعليّ عليهالسلام : يا عليّ ، ادفني في هذا المكان ، وارفع قبري من الأرض أربع أصابع ، ورشّ عليه الماء.
وفي بصائر الدرجات (٢٤٥) بسنده عن أبي عبد الله الصادق عليهالسلام ، قال : لمّا قبض رسول الله صلىاللهعليهوآله هبط جبرئيل ومعه الملائكة والروح الذين كانوا يهبطون في ليلة القدر ، قال : ففتح لأمير المؤمنين بصره فرآهم في منتهى السماوات إلى الأرض ، يغسّلون النبي صلىاللهعليهوآله معه ،