معذّبين ، أما سمعت إلى قول الله : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) (١) أنت وشيعتك ، « والذين كفروا بآياتنا أولئك هم شرّ البريّة » عدوّك يا عليّ.
وفي شواهد التنزيل ( ج ٢ ؛ ٤٦٠ ـ ٤٦١ ) بسنده عن ابن عبّاس ، قال : لمّا نزلت هذه الآية ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) (٢) ، قال النبي صلىاللهعليهوآله لعليّ عليهالسلام : هو أنت وشيعتك ، تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيّين ، ويأتي عدوّك غضابا مقمحين ، قال عليّ عليهالسلام : يا رسول الله ومن عدوّي؟ قال : من تبرأ منك ولعنك ، ثمّ قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من قال « رحم الله عليّا » يرحمهالله. وانظر شواهد التنزيل ( ج ٢ ؛ ٤٥٩ ـ ٤٧٤ ) ففيه رواية هذا المضمون بأسانيد جمّة عن كثير ، وانظر هوامشه وتخريجاته ، وانظر خصائص الوحي المبين ( ٢٢٤ ـ ٢٢٧ ) وذكر السيّد الجليل عليّ بن طاوس أنّ محمّد ابن العبّاس بن مروان روى نزول الآية في عليّ عليهالسلام وشيعته من نحو ستة وعشرين طريقا ، أكثرها عن رجال الجمهور ، انظر ذلك في أواخر الباب الثاني من كتابه سعد السعود (١٠٨). وانظر ينابيع المودّة ( ج ١ ؛ ٧٢ ) و ( ج ٢ ؛ ٩٥ ، ١٢٦ ) ونظم درر السمطين (٩٢) وتفسير فرات ( ٥٨٣ ـ ٥٨٦ ) ومجمع البيان ( ج ٥ ؛ ٥٢٤ ).
وفي أمالي المفيد ( ٣٣٨ ـ ٣٣٩ ) بسنده عن عبد الرزاق بن قيس الرحبي ، قال : كنت جالسا مع عليّ بن أبي طالب عليهالسلام على باب القصر ، حتّى ألجأته الشمس إلى حائط القصر ، فوثب ليدخل ، فقام رجل من همدان فتعلّق بثوبه ، وقال : يا أمير المؤمنين ، حدّثني حديثا جامعا ينفعني الله به ، قال عليهالسلام : أو لم يكن في حديث كثير؟!
قال : بلى ، ولكن حدّثني حديثا جامعا ينفعني الله به ، قال عليهالسلام : حدّثني خليلي رسول الله صلىاللهعليهوآله « أنّي أرد أنا وشيعتي الحوض رواء مرويّين ، مبيضّة وجوههم ، ويرد عدوّنا ظماء مظمئين ، مسودّة وجوههم » ، خذها إليك قصيرة من طويلة ، أنت مع من أحببت ، ولك
__________________
(١) البيّنة ؛ ٧
(٢) البيّنة ؛ ٧