عن النّغل بمعنى الأديم الفاسد ، قال : « نغل الأديم نغلا ـ من باب تعب ـ فسد ، فهو نغل ـ بالكسر ، وقد يسكّن للتخفيف ـ ومنه قيل لولد الزانية نغل ؛ لفساد نسبه ».
الثاني : أنّه لا تنافي بين قوله هنا « النغل الأوّل الأعظم » ، وبين ما تقدّم في الطّرفة الرابعة والعشرين من قوله « ثمّ الثاني وهو شرّ منه وأظلم » وذلك ، لما تقدّم أن أشرنا إليه ، وما ثبت عند المحققين من العلماء ، من أنّ الأوّل كان هو المخطّط السياسي لمؤامرة غصب الخلافة ، وكان أروغ من ثعلب ، وأن الثاني كان رأس الحربة المنفّذ لمآربه ومقاصده ، فلذلك ترى لسان روايات أهل البيت مشفا إلى هذه الحقيقة بمثل قولهم « أبوك وفاروقه » ، مضافا إلى أن أبا بكر كان الغاصب الأوّل لخلافة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، فهو بهذا الاعتبار أشدّ وأعظم فسادا ممّن تلاه من الغاصبين.
تقدّم الكلام على هذا المطلب في الطّرفة التاسعة عشر عند ، قوله صلىاللهعليهوآله : « اللهمّ إنّي لهم ولمن شايعهم سلم ، وزعيم يدخلون الجنّة ، وحرب وعدوّ لمن عاداهم وظلمهم ... زعيم لهم يدخلون النار ». وسنذكر هنا أحاديث وروايات أخرى في هذا المضمون واردة عن أئمّة أهل البيت عليهمالسلام ، وإن كان هذا المطلب ممّا أجمع عليه المسلمون.
ففي كفاية الأثر (٣٠) بسنده عن أبي سعيد الخدريّ ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : الأئمّة بعدي اثنا عشر ، تسعة من صلب الحسين عليهمالسلام ، والتاسع قائمهم ، فطوبى لمن أحبّهم ، والويل لمن أبغضهم. وفيه أيضا ( ٣٢ ـ ٣٣ ) بسنده عن أبي سعيد الخدريّ ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : الأئمّة بعدي اثنا عشر ، تسعة من صلب الحسين عليهالسلام ، والتاسع مهديهم ، فطوبى لمحبّيهم ، والويل لمبغضيهم.
وفي نهج الحقّ (٢٦٠) : ومن المناقب لخطيب خوارزم ، عن ابن عمر : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من أحبّ عليّا قبل الله منه صلاته وصيامه وقيامه ، واستجاب دعاءه ، ألا ومن أحبّ عليّا أعطاه الله بكلّ عرق في بدنه مدينة في الجنّة ، ألا ومن أحبّ آل محمّد أمن من الحساب