وخصّه بالرسالة ، ما رأيت له عورة ، خصّني الله بذلك من بين أصحابه.
وفي مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢ ؛ ٢٥١ ) عن تهذيب الأحكام ( ج ١ ؛ ١٣٢ ) لمّا همّ عليّ عليهالسلام بغسل النبي صلىاللهعليهوآله سمعنا صوتا في البيت « إنّ نبيّكم طاهر مطهّر ، فادفنوه ولا تغسّلوه » ، فقال عليّ عليهالسلام : اخسأ عدوّ الله ؛ فإنّه أمرني بغسله وكفنه ، وذلك سنّة ، ثمّ قال : نادى مناد آخر غير تلك النغمة « يا عليّ ، استر عورة نبيّك ، ولا تنزع القميص ».
وفي مجمع الزوائد للهيثمي ( ج ٩ ؛ ٣٦ ) بسنده عن ابن عبّاس ، في حديث تغسيل النبي صلىاللهعليهوآله : فلمّا قضى قام عليّ عليهالسلام وأغلق الباب ، وجاء العبّاس ومعه بنو عبد المطّلب ، فقاموا على الباب ، فجعل عليّ عليهالسلام يقول : بأبي أنت وأمّي طبت حيّا وطبت ميّتا ، ... قال عليّ عليهالسلام : أدخلوا عليّ الفضل بن العبّاس ، فقالت الأنصار : نشدناكم بالله ونصيبنا من رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فأدخلوا رجلا منهم ، يقال له أوس بن خوليّ ، يحمل جرّة بإحدى يديه ، فسمعوا صوتا في البيت : « لا تجردوا رسول الله صلىاللهعليهوآله واغسلوه كما هو في قميصه » ، فغسّله عليّ عليهالسلام ؛ يدخل يده من تحت القميص.
وفي الوفا بأحوال المصطفى (٨١٠) عن عائشة ، قالت : لما أرادوا غسل رسول الله صلىاللهعليهوآله قالوا : والله ما ندري أنجرّد رسول الله من ثيابه كما نجرّد موتانا ، أم نغسّله وعليه ثيابه؟ فلمّا اختلفوا أرسل الله عليهم السّنة ، حتّى والله ما من القوم رجل إلاّ وذقنه في صدره نائما ، قالت : ثمّ كلّمهم من ناحية البيت هاتف لا يدرون من هو ، فقال : اغسلوا النبي صلىاللهعليهوآله وعليه ثيابه ، قالت : فقاموا إليه فغسّلوه وعليه قميصه ، يفاض عليه الماء والسدر ، ويدلّكه الرجال بالقميص ، وكانت تقول : لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسّل رسول الله صلىاللهعليهوآله إلاّ نساؤه.
وأخرج هذا الحديث الحاكم في المستدرك ( ج ٣ ؛ ٥٩ ـ ٦٠ ) وقال : « هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجاه » ، وأخرجه البيهقي في دلائل النبوّة ( ج ٧ ؛ ٢٤٢ ) وقال : « هذا إسناد صحيح » وساق له شاهدا.
وأنا أشهد الله ، أنّ هذا الكلام صدر من أمّ المؤمنين عائشة ، لكنّها لم تملك أن أظهرت حقدها فلم تبيّن من غسّله ، ولمن كان هذا النداء ، مع أنّنا علمنا أنّ عليّا عليهالسلام هو الّذي غسّله