والفضل يناوله الماء ، ومن ثمّ أدخل أوس بن خوليّ كرامة للأنصار ، فترى من هم الرجال في قولها « فقاموا إليه »؟ وقولها ، « يدلّكه الرجال بالقميص »؟! إنّها لا تطيب نفسا بخير لعليّ ابن أبي طالب ، وأمّا السّنة الّتي ألقيت عليهم ، فهي من عنديّات عائشة ؛ لأنّ اعترافها بسماع عليّ أصوات الملائكة وجبرئيل أثقل عليها من جبل على ظهر نملة ، ويظهر ذلك واضحا من قولها الأخير.
انظر تغسيل عليّ عليهالسلام للنبي من وراء القميص ، وأنّه لم يجرّده ، في المسترشد (١٦٩) والإرشاد (١٠٠) وإعلام الورى (٨٥) وأمالي الطوسي (٦٦٠) وشرح النهج ( ج ١٣ ؛ ٣٨ ) وطبقات ابن سعد ( ج ٢ ؛ ٢٧٥ ـ ٢٧٧ ) وتاريخ الطبريّ ( ج ٥ ؛ ٢٠٤ ) وتاريخ ابن الأثير ( ج ٢ ؛ ٣٣٢ ـ ٣٣٣ ) والبداية والنهاية ( ج ٥ ؛ ٢٨٠ ـ ٢٨٣ ) وسيرة ابن هشام ( ج ٤ ؛ ٣١٣ ) والرياض النضرة ( ج ٢ ؛ ١٤٠ ) ومجمع الزوائد ( ج ٩ ؛ ٣٦ ).
في أمالي الطوسي (٥٤٧) بسنده عن أبي ذرّ في مناشدة عليّ عليهالسلام يوم الشورى ، وفيها قوله عليهالسلام : فهل فيكم أحد غسّل رسول الله صلىاللهعليهوآله مع الملائكة المقربين بالروح والريحان ، تقلّبه لي الملائكة ، وأنا أسمع قولهم ، وهم يقولون : « استروا عورة نبيّكم ستركم الله » ، غيري؟ قالوا : لا.
وفي المسترشد (٣٣٨) قال عليّ عليهالسلام يوم الشورى : نشدتكم الله ، أفيكم أحد غسّل رسول الله صلىاللهعليهوآله بالروح والريحان مع الملائكة المقرّبين غيري؟ قالوا : اللهمّ لا.
وقد مرّ ما فيه الكفاية في أنّ الإمام عليّا عليهالسلام كان يسمع صوت الملائكة ، وفتح له عن بصره فرآهم ، وأنّ جبرئيل في جمع من الملائكة الكرام غسّلوا النبي معه عليهالسلام ، وحسبك من ذلك قوله في نهج البلاغة ( ج ٢ ؛ ١٧٢ ) : ولقد وليت غسله صلىاللهعليهوآله والملائكة أعواني ، فضجّت الدار والأفنية ، ملأ يهبط وملأ يعرج ، وما فارقت سمعي هينمة منهم. وهذا