كالصّريح أو صريح في أنّه عليهالسلام رآهم يهبطون ويعرجون وسمع أصواتهم.
وقد مرّ في الطّرفة الثامنة والعشرين ، عند قوله صلىاللهعليهوآله : « يعينك جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت وإسماعيل » ما فيه الكفاية في إثبات تقليب الملائكة للنبي صلىاللهعليهوآله عند غسله ، ولا يخفى أنّ المراد بقوله عليهالسلام : « ولا أقلب منه عضوا إلاّ قلب لي » ، أنّ الملائكة الكرام كانت هي الّتي تقلّب أعضاء النبي صلىاللهعليهوآله لعليّ عليهالسلام ، ولذلك جاء في نسخة « هامش أ » : « وكلّما أردت أن أقلّب منه عضوا قلّبته الملائكة لي » ، ومثل ذلك قوله عليهالسلام في كثير من المصادر : « فما تناولت عضوا إلاّ كأنّما يقلّبه معي ثلاثون رجلا ، حتّى فرغت من غسله ». وسننقل هنا بعض ما جاء بلفظ عنوان مطلبنا ـ أعني « ولا أقلب منه عضوا إلاّ قلّب لي » ـ من كتب الفريقين ، ونشير إلى أماكن ما يؤدّي مؤدّاها من العبارات.
ففي كتاب سليم بن قيس (٧٩) قال سلمان : فأتيت عليّا عليهالسلام وهو يغسّل رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وقد كان رسول الله أوصى عليّا أن لا يلي غسله غيره ، فقال عليهالسلام : يا رسول الله ، من يعينني على ذلك؟ فقال صلىاللهعليهوآله : جبرئيل ، فكان عليّ عليهالسلام لا يريد عضوا إلاّ قلب له. وانظر رواية هذا الخبر في الاحتجاج (٨٠).
وفي الخصال (٥٧٣) بسنده عن مكحول ، عن أمير المؤمنين في مناقبه السبعين الّتي لم يشركه فيها أحد ، وفيه : وأمّا الخامسة عشرة ، فإنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله أوصى إليّ وقال : « يا عليّ ، لا يلي غسلي غيرك ، ولا يواري عورتي غيرك ، فإنّه إن رأى أحد عورتي غيرك تفقأت عيناه » ، فقلت له : كيف لي بتقليبك يا رسول الله؟ فقال صلىاللهعليهوآله : « إنّك ستعان » ، فو الله ما أردت أن أقلّب عضوا من أعضائه إلاّ قلب لي.
وفي الرياض النضرة ( ج ٢ ؛ ١٣٩ ) عن حسين بن عليّ ، عن أبيه ، عن جدّه عليهمالسلام ، قال : أوصى النبي صلىاللهعليهوآله عليّا عليهالسلام أن يغسّله ، فقال عليّ عليهالسلام : يا رسول الله أخشى أن لا أطيق ذلك ، قال : « إنّك ستعان عليّ » ، قال : فقال عليّ عليهالسلام : فو الله ما أردت أن أقلّب من رسول الله صلىاللهعليهوآله عضوا إلاّ قلب لي ، خرّجه ابن الحضرمي. انظر وسيلة المآل (٢٣٩). وذكره المتّقي في كنز العمال ( ج ٤ ؛ ٥٤ ) وقال : « أخرجه ابن عساكر ».