جرت بالفعل على العمل باخبار الثقات الامر الذي يدلل على وصول المسوغ لهم من المعصوم عليهالسلام بلا حاجة للتمسك لحجيتها بالامضاء وعدم الردع.
قوله ص ٢٤١ س ١٥ وهناك اعتراض يواجه ... الخ : ذكرنا فيما سبق ان سيرة العقلاء لا تكون حجة الا اذا كانت ممضاة وغير مردوع عنها. وقد يقال : ان الردع عنها ثابت حيث وردت نصوص كثيرة تنهى عن اتباع الظن كقوله تعالى « ان يتبعون الا الظن » ، وحيث ان خبر الثقة لا يفيد الا الظن فيكون العمل به مردوعا عنه بمقتضى هذه النصوص (١).
ويمكن تقديم الاجوبة الاربعة التالية :
١ ـ ما ذكره الميرزا ـ مبنيا على مسلكه وهو مسلك جعل العلمية (٢) ـ من ان السيرة بعد ما جرت على التمسك بالخبر فيكون حجة ، وبما ان معنى الحجية هو العلمية يصير الخبر ـ بعد السيرة على التمسك به وحجيته ـ علما ، وبصيرورته علما يخرج من الآيات الناهية عن اتباع الظن لانها تنهى عن الظن والمفروض صيرورته علما ، وحيث ان خروج الخبر من موضوع الآيات خروج تعبدي وليس حقيقيا ـ لان السيرة لا تجعل الخبر علما حقيقة وانما تجعله علما تعبدا ـ صح القول بان السيرة حاكمة على الآيات لان كل دليل يوسّع او يضيّق تعبدا موضوع دليل
__________________
(١) هذا التساؤل يختص بسيرة العقلاء لانها التي تحتاج الى امضاء ، اما سيرة المتشرعة فلا تحتاج الى امضاء كي يقال بان الردع عنها ثابت
(٢) حاصل المسلك المذكور ان المولى حينما يقول ان الخبر حجة فمعنى ذلك اني جعلت الخبر علما وطريقا ، وقد مر هذا ص ٢٥ من الحلقة