قوله ص ١٩٤ س ١ بعد ان تكلمنا عن الدلالات ... الخ : تقدم صفحة ٨٥ ، ٨٦ من الحلقة عند منهجة ابحاث الكتاب ان البحث تارة يقع في الدليل الشرعي واخرى في الدليل العقلي ، وان البحث عن الدليل الشرعي يقع في ثلاث نقاط : البحث عن الدلالات العامة ، والبحث عن اثبات صدور الدليل ، والبحث عن حجية الظهور. وكان البحث فيما مضى ناظرا الى النقطة الاولى وهي الدلالات العامة. ومن الآن يراد التحدث عن النقطة الثانية ، وهي البحث عن الوسائل والطرق التي يمكن بها اثبات صدور الدليل.
وفى هذا المجال توجد وسيلتان لاثبات صدور الدليل من المعصوم عليهالسلام هما :
١ ـ وسيلة يمكن بواسطتها حصول اليقين بصدور الدليل. ومثالها الخبر المتواتر ، فانه بواسطته يحصل القطع بصدور الدليل من المعصوم عليهالسلام.
٢ ـ وسيلة تحصّل اليقين التعبدي بصدور الدليل من دون حصول اليقين الوجداني بذلك. ومثلها خبر الثقة ، فانه بناء على حجيته لا يحصّل اليقين الوجداني بصدور الدليل منه عليهالسلام وانما علينا ان نحكم تعبدا بصدوره ولو من دون حصول يقين وجداني بذلك. ونتحدث اولا عن الوسيلة الاولى التي هي مثل الخبر المتواتر.
وقبل كل شيء نطرح السؤال التالي : كيف يحصل اليقين بواسطة الخبر