قوله ص ٣٠٣ س ١ في التكاليف مراتب متعددة ... الخ :
حصيلة البحث المذكور : ان العقل هل يحكم باستحالة تكليف غير القادر او لا ، وبتعبير آخر هل يحكم باشتراط القدرة في التكليف او لا. وهذا بحث عن اول صغرى من صغريات الدليل العقلي. ولاجل اتضاح المطلب اكثر نرجع الى الحلقة الثانية ص ١٣ وهذه الحلقة ص ٢١ لنستذكر ان لكل تكليف اربع مراحل ، فامر الاب ولده بمواصلة الدراسة مثلا يمر بمراحل اربع هي :
١ ـ مرحلة الملاك ، بمعنى ان مواصلة الدراسة لا بدّ من اشتمالها على المصلحة في نظر الأب والا لما وجّه الأمر لها.
٢ ـ مرحلة الشوق والحب ، فانه بعد الاطلاع على وجود المصلحة في مواصلة الدراسة يحصل الشوق لها ، وطبيعي ان الشوق والحب لا يحصلان الا بعد العلم بوجود المصلحة ولا يكفي وجودها الواقعي من دون علم بها. وهذا معنى ما يقال ان المصلحة بوجودها العلمي توجب الشوق والحب لا بوجودها الواقعي.
٣ ـ وبعد حصول الشوق يعتبر الوالد مواصلة الدراسة في عهدة ولده ويجعلها عليه ويقول له ولدي واصل دراستك (١). وما هو الغرض من هذا الاعتبار والجعل؟ يمكن تصور الغرض بشكلين :
__________________
(١) كلمة الجعل والاعتبار يمكن ابدالهما بكلمة الوجوب ، فان الوجوب والجعل والاعتبار كلمات مترادفة.