قوله ص ٣١٢ س ١ تقدم ان العقل يحكم ... الخ :
تقدم ان التكليف لا يتعلق بغير المقدور ، فالوجوب لا يتعلّق بالصلاة مثلا الا مع قدرة المكلّف عليها قدرة تكوينية بان يكون سالم الاعضاء والحواس ، فالمغمى عليه الفاقد للاحساس لا يكون مكلّفا بها ، وهذا واضح ، ولكن لو فرض ان المكلّف كان سالم الاعضاء والحواس الاّ انه مبتلى بواجب اهم كانقاذ شخص اوشك على الغرق فهل مع توجه الأمر بالانقاذ يبقى الأمر بالصلاة متوجها او لا؟ كلا لا يمكن ذلك ، فان الصلاة والانقاذ ضدان ، وتوجه الأمر للضدّين في وقت واحد امر غير ممكن ، فمع توجه الأمر بالانقاذ لا يمكن توجه الأمر بالصلاة والا يلزم طلب الجمع بين الضدين وهو مستحيل.
وقد يقال : ان الأمر بالجمع بين الضدين وان كان مستحيلا الا ان ذلك فيما لو كان الأمر واحدا بان قال المولى اجمع بين الضدين ، اما اذا كان بأمرين بان قيل في امر صل وفي امر ثان انقذ فهو ليس بمستحيل ، والمفروض في المقام وجود امرين.
والجواب : ان العقل يرى الاستحالة في كلتا الحالتين ولا يفرق بينهما.
ومن مجموع هذا نخرج بالنتيجة التالية : ان كل تكليف يشترط فيه شرطان :
أ ـ القدرة التكوينية بمعنى سلامة الاعضاء والحواس.