٢ ـ هل توجد ملازمة بين ادراك العقل للحسن والقبح ـ اي الحكم العلمي ـ وبين حكم الشرع بالوجوب او الحرمة؟
قوله ص ٤٢٥ س ٧ لا شك في ان الاحكام ... الخ : اما بالنسبة الى تحقيق البحث الاول فنقول : نحن نسلم بتبعية الاحكام الشرعية للمصالح والمفاسد ، فالشيء اذا كانت فيه مصلحة عالية والشرائط المساعدة متوفرة والموانع مفقودة يلزم جعل الوجوب له لتوفر علته التامة بيد ان القطع بتحقق مجموع هذه الافتراضات امر بعيد فان عقل الانسان محدود وهو يعلم بانه قد تخفى عليه اشياء كثيرة ، فلرب مانع موجود وهو لا يعلم به او شرط مفقود وهو يجهله ، اجل لو حصل القطع بتحقق العلة التامة لزم حصول القطع بالحكم الشرعي ولكن حصول القطع الاول بعيد جدا (١).
قوله ص ٤٢٦ س ٧ عرفنا ان مرجع الحكم العملي ... الخ : واما بالنسبة الى البحث الثاني ـ هل توجد ملازمة بين حكم العقل بالحسن والقبح وبين حكم الشارع ـ فنتعرض قبل تحقيقه الى مقدمة صغيرة مرّ مضمونها سابقا ، وحاصلها : ان صفة الحسن والقبح هل هي من الصفات الثابتة في عالم الواقع بقطع النظر عن
__________________
(١) ومن الغريب ما ذهب اليه الميرزا من تسليم الملازمة بدعوى « انه لا شبهة في استقلال بقبح الكذب الضار الموجب لهلاك النبي مع عدم رجوع نفع الى الكاذب ومع استقلال العقل بذلك يحكم حكما قطعيا بحرمته شرعا » فوائد الاصول ج ٣ ص ٦١ ، اذ فيه ان من المحتمل وجود مانع من جعل الحكم لم يصل له عقلنا