٣ ـ ما ورد من ان السنة اذا قيست محق الدين ، ففي الحديث الذي ينقل قصة ابان بن تغلب مع الامام الصادق عليهالسلام ورد ان ابان سأل الامام عليهالسلام عن الدية الثابتة على الرجل فيما لو قطع اصبعا من اصابع المرأة فاجاب عليهالسلام : تجب عشر من الابل ، ثم سأله عن قطع اصبعين فاجاب عليهالسلام : تجب عشرون من الابل ، ثم سأله عن قطع ثلاث اصابع فاجاب عليهالسلام : تجب ثلاثون ، ثم سأله عن قطع اربع فاجاب عليهالسلام : تجب عشرون ، فاستغرب ابان من هذا الجواب الاخير ، اذ كيف يتساوى قطع الاصبعين مع قطع الاربع في وجوب عشرين من الابل ، ثم قال ابان للامام عليهالسلام : ان هذا الحكم كنا قد سمعناه في العراق وكنا نقول ان الذي جاء به شيطان ، وفي رد ابان قال عليهالسلام : مهلا يا ابان انك اخذتني بالقياس ، والسنة اذا قيست محق الدين (١).
وهذه الروايات غير صالحة للاستدلال. اما المجموعة الاولى فباعتبار انها تنهى عن الحكم العقلي الظني الناشىء من مثل القياس الاستحسان واعمال الرأي وليست ناظرة الى الحكم العقلي القطعي ، ـ فان العامة كانوا يعتمدون على القياس والاستحسان في مقابل اهل البيت عليهمالسلام فجاءت هذه المجموعة لترد عليهم وان دين الله لا يمكن الوصول اليه بالظنون الناشئة من القياس والاستحسان ـ وواضح ان محل كلامنا هو في الحكم العقلي القطعي دون الظني فان الحكم الظني لا اشكال في عدم حجيته.
__________________
(١) الكافي ج ٧ ص ٢٩٩ ح ٦