بالعرض والتبع فى الخارج والثانى موجود بالعرض والتبع فى الذهن.
بيان ذلك ؛ انا اذا قلنا : زيد عالم مثلا حيث يكون الحمل بحسب الخارج بمعنى ان الحكم بالامر الخارجى على الامر الخارجى فليس فى الخارج عند التحليل الا ذات زيد وذات العلم قام الثانى بالاول والعقل ينتزع من المجموع اى ذات زيد وذات العلم وقيام الثانى بالاول مفهوم العالم فليس فى الخارج بإزاء هذا المفهوم شيء مستقل بالوجود فزيد والعلم موجودان فى الخارج أولا وبالذات والاستقلال والعالم موجود فى الخارج ثانيا وبالعرض وتبعا لزيد والعلم وان كان مفهوم العالم موجودا ذهنيا مستقلا. وانما قلنا : ان العالم موجود بالعرض فى الخارج لان متبوعه اعنى زيدا والعلم موجود بالذات فى الخارج واما مثل الممكن حيث يكون جزء من متبوعه اى الامكان امرا ذهنيا يصير متبوعه ذهنيا فهو موجود ذهنى بالعرض وكذا فيما اذا كان كلا جزئى متبوعه ذهنيا كاللازم التابع للامكان واللزوم فى قولنا : الامكان لازم للماهية.
ان قلت : كيف يكون الممكن مثلا موجودا ذهنيا بالعرض مع ان كل ما يقع فى الذهن موجود مستقل بحسب الذهن فهو ان كان موجودا بالعرض فباعتبار الخارج ، قلت : انه موجود ذهنى بالعرض لان متبوعه اعنى مجموع الانسان والامكان لا يكون الا فى الذهن ، نعم له حيثيتان : حيثية انه لا يحصل فى الذهن الا تبعا لحصول متبوعه فهو بهذه الحيثية موجود ذهنى بالعرض وبالتبع وحيثية نفس حصوله فى الذهن اى تصور العقل اياه مع قطع النظر عن متبوعه فهو بهذه الحيثية موجود ذهنى مستقل.
ان قلت : كيف يكون العالم والممكن من الموجودات بالعرض والتبع مع ان لهما مصاديق فى الخارج ، قلت : ان مفهوم العالم ومفهوم الممكن ليس لهما مصداق فى الخارج اصالة واستقلالا اذ لو كان كذلك لزم ان يكون فى الخارج زيد وعلم وعالم وليس كذلك بالضرورة اذ ليس فى الخارج الا زيد وعلم ، نعم بعد ان اعتبر قيام احدهما بالآخر فى الخارج يتحقق فى الخارج مركب هو مصداق العالم فمصداق