للماهية وجزء متبوع لمفهوم الممكن كما مر.
تنبيه آخر : قد ظهر مما ذكرنا انه يمكن ان يكون شيء واحد موجودا ذهنيا بالذات وموجودا خارجيا بالعرض.
قوله : واما الموجود فى الكتابة والعبارة فمجازى ـ علاقة المجاز هى الدلالة فانه يطلق على لفظ زيد انه زيد باعتبار انه دال عليه وكذلك نقش زيد ، والفرق بين الموجود بالعرض والموجود المجازى ان الاول موجود بنفس الوجود المنسوب الى المتبوع كالانسان فانه موجود بنفس الوجود المنسوب الى الشخص واما الموجود المجازى فانه موجود بغير الوجود الّذي تجوز عنه كزيد مثلا فانه موجود بوجود وما تجوز عنه كلفظه او نقشه موجود بوجود آخر.
ثم ان فى كلام الشارح رحمهالله كبعض كتب المصنف رحمهالله ان هذه الاربعة من حيث الدلالة مترتبة بمعنى ان الكتابة دالة على العبارة وهى على ما فى الذهن وهو على الخارج ، وفيه بحث هو ان الكتابة لها حيثيتان حيثية الدلالة وحيثية التبعية للفظ فى الدلالة فهى من الحيثية الاولى فى عرض العبارة تدل على ما فى الذهن ومن الحيثية الثانية فى طولها تدل عليها أولا ثم بتبعها تدل على ما فى الذهن ، توضيح ذلك : ان الاصل فى الدلالة على ما فى الاذهان والّذي وضع أولا لذلك هو اللفظ ثم العقلاء راوا ان ذلك لا ينفع من كان غائبا بعيدا فوضعوا الكتابة مطابقة للعبارة لينتفع الغائب كما ينتفع الحاضر المشافه فاذا لوحظ هذا التفرع والتبعية للكتابة عند النظر فيها للاطلاع على المعنى فهى فى طول العبارة تدل عليها ثم بواسطتها تدل على ما فى الذهن واما اذا لم يلاحظ فهى فى عرض العبارة تدل عليه بلا واسطة فيها.
المسألة الاربعون
( فى ان المعدوم لا يعاد )
قول المصنف : والمعدوم لا يعاد ـ معنى اعادة المعدوم هو ان يكون الشيء موجودا فى زمان ثم عدم بكليته فى زمان ثان ثم وجد بجميع خصوصياته التى