اعلم ان هاهنا ثلاثة احتمالات : زيادة الوجود على الماهيات وعينيته لها وجزئيته لها والاقوال تدور على الاحتمالين الاولين ولا قائل بالاحتمال الثالث وان اوردوه وابطلوه لوجود الاحتمال ثم ان من ذهب الى القول بالعينية كأبي الحسن الاشعرى اشتبه عليه الوجود المحمولى بحقيقة الوجود فاعطاه حكمها لانها والماهية متحدتان فى الخارج بنحو من الاتحاد.
ثم اعلم ان القول بالاشتراك لا يستلزم الزيادة لان القائل بالاشتراك يمكنه ان يقول بان الوجود مع كونه معنى واحدا جزء لكل ماهية كالحيوان الّذي هو جزء لكل نوع من انواعه.
قوله : ابو الحسن الاشعرى ـ قال ابن خلكان فى وفيات الاعيان : ابو الحسن على بن اسماعيل بن ابى بشر اسحاق بن سالم بن اسماعيل بن عبد الله بن موسى بن بلال بن ابى بردة عامر بن ابى موسى الاشعرى صاحب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو صاحب الاصول والقائم بنصرة مذهب السنة وإليه تنسب الطائفة الاشعرية وشهرته تغنى عن الاطالة فى تعريفه والقاضى ابو بكر الباقلانى ناصر مذهبه ومؤيد اعتقاده وكان ابو الحسن يجلس ايام الجمع فى حلقة ابى اسحاق المروزى الفقيه الشافعى فى جامع المنصور ببغداد ومولده سنة سبعين وقيل ستين ومائتين بالبصرة وتوفى سنة نيف وثلاثين وثلاثمائة وقيل سنة اربع وعشرين وثلاثمائة وقيل سنة ثلاثين فجأة حكاه ابن الهمذانى فى ذيل تاريخ الطبرى ودفن بين الكرخ وباب البصرة رحمه الله تعالى وقد تقدم ذكر جده ابى بردة فى اوّل حرف العين والاشعرى بفتح الهمزة وسكون الشين المعجمة وفتح العين المهملة وبعدها راء وهذه النسبة الى اشعر واسمه نبت بن ادد بن زيد بن يشجب وانما قيل له اشعر لان أمه ولدته والشعر على بدنه هكذا قال السمعاني والله اعلم وقد صنف الحافظ ابو القاسم بن عساكر فى مناقبه مجلدا وكان ابو الحسن الاشعرى أولا معتزليا ثم تاب من القول بالعدل وخلق القرآن فى المسجد الجامع بالبصرة يوم الجمعة رقى كرسيا ونادى باعلى صوته من عرفنى فقد عرفنى ومن لم يعرفنى فانا اعرفه بنفسى انا فلان بن فلان كنت اقول بخلق