ولا بمقابله وهكذا الى ان يحصى جميع الاشياء ، بل هو انسان فقط.
ان قلت : هل هذا الا ارتفاع النقيضين فكيف جوزوه فى هذا المقام ، قلت : ليس هذا بارتفاع النقيضين لان معناه ان النقيضين ليسا بنفس الماهية ، نعم اذا قلنا ان الانسان فى مرتبة نفسها ليس بإنسان وليس بلا انسان فهو ارتفاع النقيضين ولكنا نقول ان الانسان فى مرتبة نفسها انسان لا شيء غيره ، وببيان اخر ان الانسان فى مقام الموضوعية انسان لا غير واما اذا نظرنا الى المحمولات فهو اما موجود واما لا موجود وكذا اما كلى أو لا كلى وهكذا وارتفاع النقيضين واجتماعهما راجعان الى المحمولات فافهم.
قوله : ولا نقول الانسان من حيث هو انسان ليس الفا ـ قال الشارحون فى وجه تقديم اداة السلب على الحيثية : ان هذه الصيغة قد تكون للايجاب العدولى فاذا قلت فى الجواب هكذا فكانك قلت الانسان من حيث هو انسان شيء هو لا الف.
قوله : ولو قيل الانسانية الخ ـ يعنى لو قال قائل : كيف ليست الماهية من حيث هى هى الا هى مع ان طبيعة الانسان مثلا فى زيد هى عين ما هى فى عمرو ويحمل عليها واحدة ، فاجيب ان الماهية فى هذه القضية اعتبر معها شيء اخر صح به حمل واحدة عليها وهو حيثية كونها غير متغايرة باعتبار كونها فى زيد وفى عمرو فاذا اخذتها من حيث هى هى واسقطت جميع الاعتبارات لم يصح حمل واحدة عليها.
قوله : وقيد الوحدة زائد ـ اى اعتبار عدم المغايرة فاذا حذف لم يحمل عليها واحدة.
المسألة الثانية
( فى اعتبارات الماهية )
قول المصنف : وقد يؤخذ الماهية الخ ـ ان الماهية من حيث هى هى حيث لا تكون مقيدة بشيء من الاشياء وجودا وعدما حتى بعدم التقيد يمكن ان تعتبر باعتبارات ، فيمكن ان يعتبرها العقل محذوفا عنها جميع ما عداها اى يقيدها بعدم