وليس بواحد لاستدراكه بقوله : والكثرة يصدق عليها الواحد لا من حيث هى كثرة ، وحاصل الكلام ان الوجود والوحدة كما انهما متلازمان من حيث انفسهما متلازمان من حيث موضوعهما فان كل موجود سواء عرض له الكثرة أم لا واحد لانه يصح ان يقال : كثير واحد فى قبال سائر الكثرات ، كما يصح ان يقال لكثرته : كثرة واحدة ، نعم معروض الكثرة من حيث هو معروضها ليس بواحد اذ لا يمكن ان يكون معروض الكثرة معروض الوحدة ، وتلك القضية تنعكس كليا وعكسه ان كل واحد فهو موجود فى الخارج ان كان جزئيا او فى العقل ان كان كليا ، فالمغايرة بين الوجود والوحدة فى الحمل بينهما وفى معروض الكثرة من حيث هو معروضها.
المسألة السابعة
( فى بداهة الوحدة والكثرة )
قول المصنف بالاقتسام ـ يعنى ان الوحدة والكثرة تقتسمان بالسوية الاعرفية فتأخذ الوحدة اعرفيتها من الكثرة عند العقل وتأخذ الكثرة اعرفيتها من الوحدة عند الخيال مع ان كل واحدة منهما معروفة عند كل واحد منهما ، وبعبارة اخرى ان الوحدة اعرف عند العقل من الكثرة عنده والكثرة اعرف عند الخيال من الوحدة عنده وذلك لان العقل من حيث الادراك اشد ألفة بالبسائط من الخيال والخيال من حيث الادراك اشد ألفة بالمركبات من العقل ، وفى هذا المطلب بحث ذكره صاحب الشوارق رحمه الله تعالى ، والمراد بالخيال المتخيلة
المسألة الثامنة
( فى ان الوحدة والكثرة ليستا فى الاعيان )
قول المصنف بل هى من ثوانى المعقولات ـ من القسم الّذي يكون الاتصاف به فى الخارج وعروضه فى الذهن ، ومربيانه وبيان القسم الاخر الّذي يكون كلاهما فى الذهن فى المسألة السادسة والثلاثين من الفصل الاول