الاول من هذه الثلاثة ليس بمتحقق ثم ان ما يقع فى صقع الذهن اما امر ذهنى أو أمر فى الذهن والامر الذهنى هو ما لا يكون له حصول الا باعتبار العقل وفى الذهن وما فى الذهن هو الّذي يتعلق به التصور سواء كان له حصول فى الخارج أم لا فالثانى اعم من الاول.
ثم اعلم حيثما تحقق العروض تحقق الاتصاف لكن الاتصاف يعتبر نظرا الى المعروض فيقال الجسم متصف بالسواد مثلا والعروض يعتبر نظرا الى العارض فيقال السواد عارض على الجسم وعلى هذا فاما ان يكون الخارج ظرفا للعروض والاتصاف كليهما واما ان يكون الذهن ظرفا لكليهما واما ان يكون الخارج ظرفا للاتصاف والذهن ظرفا للعروض ولا يتصور العكس مثال الاول الجسم اسود حيث يكون الجسم متصفا بالسواد فى الخارج والسواد عارض عليه فيه ومثال الثانى الحيوان جنس حيث يكون الحيوان متصفا بالجنسية فى الذهن لان الحيوان فى الخارج لا يكون جنسا بل هو فرد من نوع والجنسية عارضة على الحيوان فى الذهن ومثال الثالث الانسان موجود حيث يكون الانسان متصفا بالوجود فى الخارج لانه موجود فى الخارج واما الوجود فعارض على الانسان فى الذهن لان الوجود المحمولى ليس فى الخارج حتى يكون فيه عارضا على شيء اذ هو من المنتزعات العقلية فمناط الاتصاف فى الخارج وجود المعروض فيه ومناط العروض فى الخارج وجود العارض فيه وان كان وجود العارض فيه من دون وجود المعروض فيه مستحيلا فاحفظ على هذه المطالب فانها تنفعك فى المباحث الآتية.
قول الشارح : فى نفس الامر ـ سيأتى معنى نفس الامر فى المسألة السابعة والثلاثين.
المسألة الرابعة
( فى انقسام الوجود الى الذهنى والخارجى )
قول المصنف : وهو ينقسم الخ ـ هذا الانقسام يكون باعتبار ذات الموجود