بعلة دون علة.
ثم ان هاهنا قسما آخر يقال له الدور المعى وهو ان يكون شيئان موجودان يتوقف كل منهما على الآخر فى صفة من الصفات بمعنى ان تتوقف الصفة فى كل منهما على ذات الاخر سواء كانت تلك الصفة فيهما من نوع واحد كالاخوة فى اخوين والمعية فى شيئين او من نوعين كالفوقية والتحتية فى الفوق والتحت والتقدم والتأخر بحسب المكان فى جسمين ، وهذا الدور جار فى كل متضايفين.
المسألة الرابعة
( فى ابطال التسلسل )
قول المصنف : ولا يتراقى معروضا هما الخ ـ اى معروضا العلية والمعلولية وهما العلة والمعلول ، وفى الكلام تعريف التسلسل ، وهو يتأتى فرضه فى جميع العلل كما هو ظاهر المصنف بان يكون التراقى فى العلة الفاعلية الى ان لا تنتهى سلسلة الفواعل الى فاعل غير مفعول ، وفى العلة الغائية الى ان لا تنتهى سلسلة الغايات الى غاية الغايات التى لم تكن ورائها غاية ، وفى العلة المادية الى ان لا تنتهى اجزاء المادة الى جزء بسيط غير شامل لجزء آخر ؛ وهو فى العلة الصورية بان تجتمع فى شيء واحد صور مترتبة غير متناهية ، الا ان الدليل الاول والرابع ناظران الى العلة الفاعلية فقط لانها العمدة فى المقصود لبناء اثبات واجب الوجود عليه.
قوله : لان كل واحد منهما ـ اى كل واحد مما يصدق عليه انه علة ومعلول ، وفى بعض الشروح : منها مكان منهما اى كل واحد من افراد السلسلة ، وتقرير هذا الدليل على وجه اشرح : انه لو كانت هاهنا سلسلة غير متناهية مترتبة من العلل والمعلولات بان يكون كل واحد منها معلولا لسابقه علة للاحقه فاما ان يكون فى هذه السلسلة واجب اى علة غير معلولة فيلزم الخلف لانها تنتهى إليه اذ ليس له سابق وقد فرضناها غير متناهية ، مع انه اثبات للمطلوب ، واما ان لا يكون فيها واجب فكان كل واحد من آحادها ممكنا فيلزم ان يكون جميع آحادها معدومة لان