معلولة مترتبة على الفعل.
قوله : وهى ثابتة لكل قاصد ـ ان الفاعل اما ان يفعل عن شعور وعلم أو لا والثانى هو الفاعل الطبيعى كالنار تحرق والشجر يثمر والبرد يجفف والاول هو الفاعل الارادى وهو اما بالارادة الزائدة على ذاته أو لا والاول هو الفاعل بالقصد والثانى قد عدّوا له اقساما قد ذكرت فى مظانها فالقاصد هو الفاعل بالارادة الزائدة على ذاته
قول الشارح : والا لكان عابثا الخ ـ اى وان لم يكن الفاعل بالقصد يفعل لغرض وغاية لكان عابثا وهذا الاستدلال فيه ما فيه اذ العبث لو لم يخل عن غاية فبطلان التالى ممنوع مع انه حينئذ يصير نقيضا للمقدم اذ معناه حينئذ لكان الفاعل يفعل لغرض وغاية ، ولو خلا عنها فبطلانه عن غير الله تعالى ممنوع مع انه يصير حينئذ عين المقدم اذ معناه حينئذ لم يكن الفاعل يفعل لغرض وغاية ، فالحق ان يقال : لو خلا القاصد عن الغاية لما كان قاصدا اذ قصد الفعل لا يتحقق الا بعد تصور ما يترجح به الفعل وهو ليس الا الغاية.
قوله : يفيد تعيين الغاية لا تحصيلها ـ اى الفاعل الشاعر يعين الغاية أولا ثم يحصلها بفعله واما الفاعل غير الشاعر فتتحصل غاية فعله مترتبة عليه من دون تعيين منه بل هى معينة من عند الحكيم الحميد.
قول المصنف : اما القوة الحيوانية المحركة الخ ـ ان هاهنا امورا ينبغى تقديمها لبيان ما اشار إليه المصنف رحمهالله
الامر الاول : ان المبادى الاربعة بل الخمسة للافعال الاختيارية ترجع الى ثلاثة ، المبدأ الاول : التصور الجزئى للفعل على الوجه النافع ظنا او علما مطابقا الواقع او غير مطابق له وهو ينقسم الى التخيل والتفكر ، والتخيل هو تصور ما يراه الفاعل خيرا بحسب شهوته او غضبه دون عقله ، والتفكر هو تصور ما يراه خيرا بحسب عقله سواء وافقه الشهوة او الغضب أم لا ، فما يتصور الفاعل جزئيا وهو يبعثه نحو الفعل اما خير ولذيذ عند العقل فقط كقرب الحق ومعرفته والارتقاء الى المدارج الاخروية