فى الحقيقة وواقع الامر من دون عناية زائدة على نفس نسبة العلية والمعلولية كالنار بالقياس الى الاحراق والهيولى الاولى للنار والصورة النارية وتفرق الاجزاء المترتب على الاحراق الّذي هو الغاية ، والنجار ونفس خشب الكرسى غير مأخوذ مع العوارض اللاحقة به ونفس صورته كذلك والجلوس عليه.
واما العلل العرضية فهى ما لا يكون كذلك ، فالفاعل بالعرض على اصناف : منها ما يكون الفعل لبعض افراد نوع فيسند الى النوع كان يقال : الانسان يسرق والسارق بعض افراده ، او يقال : البائع يطفف والمطفف بعض افراده.
ومنها ما يكون الفعل لبعض افراد نوع فيسند الى بعض آخر كما يقال : فتح الامير البلد والفاتح العسكر
ومنها : ما يكون الفاعل يفعل شيئا ويتبعه شيء آخر هو يسند إليه ، وهذا الصنف ينشعب الى اقسام : قسم يكون فعل الفاعل ازالة ضد يتبعها ضده كتبريد السقمونيا فانه بالذات يزيل الصفراء المستلزمة للحرارة فاذا ازالها تظهر البرودة فى المزاج فيسند التبريد إليه بالعرض. وقسم يكون فعل الفاعل بالذات ازالة مانع لفعل طبيعى او ارادى تابع للازالة فيسند ذلك الفعل الى المزيل بالعرض كما اذا ازال احد سدا عن مجرى الماء فيجرى الماء فيسند إليه ويقال : هو اجرى الماء ، او اخرب دعامة عليها هدف فانهدم الهدف فيقال : هو هادمه ، او فتح بابا على من هو ورائه فدخل فيقال : هو ادخله ، وقسم يفعل الفاعل فعلا غير الازالة فيتبعه فعل آخر كمن يجعل النار تحت قدر فيغلى ما فى القدر من الماء فيقال : هو اغلاه ، وقسم يكون الفعل للآلة بالذات فيسند الى من هى بيده لكونها مسخرة فى يده كمن قطع عنق احد بالسيف فان فعله بالذات هو ضرب السيف على العنق فيتبعه قطعها فيسند إليه بالعرض اذ هو بالذات فعل السيف.
ومنها ما يكون الفاعل ذا حيثيات فيفعل فعلا من حيثية ويسند الى حيثية اخرى بالعرض كانسان بناء بنى بناء فيقال : هذا الانسان بنى مع انه لم يبن من حيث هو انسان بل من حيث هو بناء ، او طبيب نجار صنع كرسيا فيقال : هذا الطبيب صنع