والرطوبة ، ومعنى التوسط ان كل جزء منها متوسط فى الكيفية بين الكيفيتين المتضادتين بمعنى انه يستسخن بالقياس الى البارد المحض ويستبرد بالقياس الى الحار المحض ويسترطب بالقياس الى اليابس المحض ويستيبس بالقياس الى الرطب المحض.
قول الشارح : وفعل كل منهما فى الاخر ـ اى فعل كل من الحار الّذي هو النار والهواء والبارد الّذي هو الماء والارض فى الاخر وفعل كل من الرطب الّذي هو الهواء والماء واليابس الّذي هو النار والارض فى الاخر ، فلا يتوهم ان مراده ان الفعل والانفعال انما هما بين اثنين اثنين لان كلا من العناصر الاربعة يفعل فى الباقية وينفعل عنها اذ لو لا ذلك لما حصلت الكيفية المتشابهة ، وفى بعض النسخ : وفعل كل منها فى الاخر لكنه لا يناسب قوله : اذا اجتمعا.
قوله : ويلزم من الاول الخ ـ لو فرضنا الفاعل والمنفعل فى كل من العناصر الاربعة شيئا واحدا.
قوله : وفيه نظر لان المادة الخ ـ توضيحه ان مادة الماء الحار المنفعلة لا تنفعل ولا تستحيل ولا تنكسر فى ذاتها لان المادة لا تتغير ولا تستحيل عن كونها مادة اذ هى باقية بحالها أولا وآخرا بل انما تنفعل فى الكيفية الفاعلة التى هى الحرارة الفاعلة فى مادة الماء البارد مثلا بمعنى ان الحرارة تستحيل من الشدة الى الضعف وتنكسر سورتها وحدّتها وكذا الحال فى مادة الماء البارد ، فاذا كان الامر كذلك فالفاعل والمنفعل فى الحقيقة والواقع هما الحرارة والبرودة اذ هما تكسر كل منهما الاخرى وتنكسر منها ، فاذن هما اذا تفاعلتا فى آن واحد يلزم ان يكون الشيء الواحد غالبا ومغلوبا دفعة واحدة بالنسبة الى شيء واحد لان كلا منهما غالبة ومغلوبة بالنسبة الى الاخرى وهو محال لان الغالبية تستلزم شدة الحرارة والمغلوبية تستلزم ضعفها وكون الحرارة الواحدة فى زمان واحد شديدة وضعيفة اجتماع النقيضين لان الشدة حيثية الوجود والضعف حيثية العدم ، واذا فعلت احداهما قبل الاخرى ثم فعلت الاخرى يصير الغالبة مغلوبة والمغلوبة غالبة وهو محال أيضا لانه يستلزم الوجود بعد العدم والعدم بعد الوجود من غير سبب