او كليهما اعتباران ويكون التقابل بينهما باحد الاعتبارين دون الاخر كالعدم فانه من حيث هو متمثل ذهنى ليس مقابلا للوجود بل معروض له وانما يقابله من حيث هو عدم وسلب وكذلك الوجود مقابل له من حيث هو هو واما من حيث هو مفهوم ذهنى فيعرض عليه العدم فهما من حيث هما هما متقابلان ومن حيث هما مفهومان ذهنيان يعرض كل منهما على الاخر وكذا الكلية والجزئية فان الكلى من حيث هو متمثل فى الذهن وعرض قائم بالنفس جزئى ومن حيث هو هو كلى صادق على كثيرين والجزئى أيضا من حيث هو هو ليس بكلي بل مقابله ومن حيث هو مفهوم من المفاهيم كلى له مصاديق كثيرة.
المسألة الحادية عشرة
( فى مساوقة الوجود للشيئية وان المعدوم منفى ليس بثابت )
قول المصنف : ويساوق الشيئية ـ المساوقة فى اللغة المعية فى السير بحيث يسير كل من السائرين جنب الاخر وفى الاصطلاح قد يراد بها التساوى المنطقى وقد يراد بها الترادف بحسب المفهوم والظاهر ان بين الشيئية والوجود الترادف بحسب الاصطلاح لا اللغة اذ يستعمل الوجود فى العرف واللغة فى غير ما يستعمل فيه الشيئية وبالعكس كما يقال ممكن الوجود ولا يقال ممكن الشيئية ويقال هل عندك شيء من الدرهم ولا يقال هل عندك موجود من الدرهم وهذا آية على انهما ليسا مترادفين فى العرف واللغة اللهم الا ان يقال انه كان كذلك لتداول استعمال الوجود فى موارد وتداول استعمال الشيئية فى موارد أخرى واما فى اصل اللغة فهما مترادفان.
قول الشارح : وتلازمهما ـ هذا قرينة على ان الشارح رحمهالله اراد بالمساوقة التساوى المنطقى لان التلازم انما هو بين مفهومين مختلفين يصدق كل منهما على مصاديق الاخر.
قوله : وقال جماعة من المتكلمين الخ ـ اعلم ان كثيرا من المعتزلة على ما نقل عنهم يقولون ان الماهية لها ثبوت ازلى من قبل نفسها قبل وجودها الّذي