كالنخل فان له بعض خواص الحيوان كما ذكر فى مظانه ، ولنوع الحيوان طرف تفريط لو تنازل عنه للحق بالنبات كالخراطين وطرف افراط لو تصاعد عنه للحق بالمجردات كالازكياء من نوع الانسان ، هذا فى الانواع الاولية وكذا انواع الانواع فان العقيق مثلا له طرفان وشجر التفاح مثلا له طرفان والبقر مثلا له طرفان يكون الخارج من احد الطرفين داخلا فى نوع آخر ، وهذا هو عرض المزاج للنوع.
قول الشارح : فاعلم ان الامزجة تسعة الخ ـ هذا التقسيم للمزاج المطلق بحسب الاعتدال والخروج عنه فالمعتدل قسم واحد والخارج اقسام ثمانية.
قيل : ان المعتدل لا يمكن وجوده لان اجزائه متساوية فى الميل الى احيازها الطبيعية متقاومة فلا يقسر بعضها بعضا على الاجتماع لامتناع ان يغلب بعض من الامور المتقاومة بعضا آخر منها وطبائعها داعية الى الافتراق بالتوجه الى أحيازها الطبيعية المختلفة فيحصل الافتراق قبل حصول الفعل والانفعال فانه يستدعى مدة لانه حركة من كيفية الى اخرى فلا يحصل بينها مزاج لتوقفه على حصول تلك الحركة وحدوثه بعد انقطاعها ، وقد مرت الاشارة الى هذا فى المسألة الثامنة من الفصل الاول عند قول الشارح : ولا استمرار للمعتدل لسرعة انفعاله بالامور الغريبة.
والجواب ان الاعتدال ليس بتساوى العناصر حتى يلزم ذلك مع ان اجتماع الاجزاء وبقاء المركب ليس بقسر بعضها بعضا بل يقسرها الصورة المتعلقة به على الاجتماع.
قوله : او يغلب احدهما الخ ـ الغالب اما واحد من الاربعة هو احد الفعليين او احد الانفعاليين مع اعتدال الآخرين ، وهذا أربعة اقسام لان الغالب اما الحار على البارد او البارد على الحار مع اعتدال الآخرين الانفعاليين واما الرطب على اليابس او اليابس على الرطب مع اعتدال الآخرين الفعليين ، واما اثنان هما احد الفعليين واحد الانفعاليين من دون الاعتدال بينها وهذا أيضا أربعة اقسام لان الغالب فى الفعليين اما الحار واما البارد وعلى كل من التقديرين فالغالب فى الانفعاليين اما الرطب واما اليابس
وقال الشارح القديم والشارح القوشجى فى وجه الاقسام التسعة : لان مقادير