الى القابل.
تنبيه آخر : قد يقال الجسم الطبيعى ويراد به ما يقابل الجسم التعليمى وقد يقال ويراد به ما يقابل الجسم الصناعى الّذي يصنع بقدرتنا كالكرسى والباب والفرش والبيت والكوز وغيرها فان كمال الجسم الصناعى ليس نفسا بل ولا جوهرا ، والمأخوذ فى التعريف ما يقابل الصناعى.
قول الشارح : واذا اخذ بمعنى الجنس ـ المراد بالجنس والفصل هنا الحقيقيان اللذان هما منشئان لانتزاع الجنس والفصل المنطقيين.
المسألة الثالثة
( فى ان النفس الناطقة ليست هى المزاج )
قول المصنف : وهى مغايرة لما هى شرط فيه لاستحالة الدور ـ يعنى لو كانت النفس هى المزاج كما حكى عن جالينوس لزم توقف الشيء على نفسه اذ النفس اما شرط للمزاج او مشروط بالمزاج فلو كانا شيئا واحدا لزم توقف الشيء على نفسه الّذي يعبر عنه بالدور النفسى اى الدور فى نفس الشيء وهو محال لاستلزامه كون الشيء الواحد موجودا ومعدوما فى وقت واحد
واما ان المزاج شرط او مشروط فشرط بالقياس الى النفس التى تحل فى المركب الّذي هذا المزاج حصل من تفاعل اجزائه ومشروط بالقياس الى التى توجب تفاعل الاجزاء كنفس الوالدين للحيوان والنواة وما شابهها للنبات ، وبهذا انحل ما نظر فيه الشارح العلامة رحمه الله تعالى.
قول الشارح : ان الادراك انما يكون بواسطة الانفعال الخ ـ يعنى ان احساس الامور الجزئية انما هو بواسطة انفعال المزاج ومثل باللمس لانه اظهر فى ذلك فان الانسان اذا قارن جلده جسما باردا او حارا مثلا فلا محالة يتأثر العضو وينفعل من البرودة او الحرارة وهذا التأثر ليس الا بطلان كيفية العضو التى هى مزاجه وحصول كيفية اخرى من ذلك الجسم وحينئذ فالادراك حاصل بالضرورة و