مزاج العضو باطل لما قلنا فاذا كان الادراك حاصلا فالمدرك حاصل أيضا بالبديهة والمدرك هو النفس ليس غير لان الهيولى والجسمية المطلقة واجزاء العناصر ليس لها شأن الادراك ولا الكيفية العارضة لان المدرك منفعل والشيء لا ينفعل عن نفسه والمزاج قد بطل فالمدرك ليس الا النفس فهو غير المزاج اذ هو موجود حين عروض الكيفية العارضة والمزاج معدوم والموجود غير المعدوم.
اقول : ولقائل ان يقول : ان مزاج العضو لا يبطل بالكلية بل ينكسر ويستحيل من حد الى حد ثم يرجع الى حده الاول اذ بطلانه كذلك يوجب صيرورة العضو فالجا.
المسألة الخامسة
( فى تجرد النفس )
قول الشارح : كبنى نوبخت ـ قال الشيخ الجليل البحاثة محمّد على التبريزى المشتهر بالمدرس فى ريحانة الادب ما هذا مضمونه : نوبخت كان رجلا مجوسيا فى زمن المنصور الدوانيقى وكان عالما بعلوم الاوائل لا سيما علم النجوم وكان متمهرا فائقا على اقرانه فيه ، اسلم فى زمن المنصور واما تشيعه فغير معلوم ، ولكن ذريته المذكورون فى كتب التراجم بآل نوبخت او بنى نوبخت او النوبختيين كانوا شيعيين علماء ولهم تآليف قيمة فى الكلام وغيره والاحتجاجات مع المخالفين ، والنوبختيون يزعمون ان نسبهم ينتهى الى الشجاع المشهور الفارسى كيو بن كودرز ، والنوبختى فى كتب الرجال لقب حسن بن محمّد وحسن بن موسى وغيرهما ، ثم ذكر ان نوبخت المذكور كان محبوسا فى سجن الاهواز قبل اسلامه ووقعت له قصة مع المنصور الدوانيقى كانها صارت سببا لخلاصه من السجن واسلامه ، ثم ذكر احوال عدة من بنى نوبخت.
وقال ابن النديم فى الفهرست : الحسن بن موسى النوبختى وهو ابو محمّد الحسن ابن موسى بن اخت ابى سهل بن نوبخت متكلم فيلسوف كان يجتمع إليه جماعة من النقلة لكتب الفلسفة مثل ابى عثمان الدمشقى وإسحاق وثابت وغيرهم وكانت المعتزلة