اجمالا وتركيب المعقولات وتحليلها ، مع ان بعض النفوس البشرية الكاملة تقوى على امور لا تكون من شأن الماديات قطعا ، فلا وجه لنظر الشارح العلامة.
قوله : وقد بينا ان القوة الخ ـ فى المسألة الثانية عشرة من الفصل الثالث من المقصد الاول.
قوله : وقبول ما لا يتناهى فى الجسمانيات ممكن ـ كهيولى الاجسام فان لها قبولا لا يقف على حد فتأمل.
قوله : لو حلت جسما ـ حتى تكون جسمانية.
قوله : ما يعقل محلا ـ اى ما يفرض انه محل للنفس بفرض العقل.
المسألة السادسة
( فى ان النفس البشرية متحدة فى النوع )
قول المصنف : ودخولها تحت حد واحد يقتضي وحدتها ـ اعلم ان التعريف التفصيلى للنفس الانسانية هو كمال اوّل لجسم طبيعى آلى ذى حياة يصدر عنه التغذية والتنمية والتوليد والاحساس والحركة الارادية والتعقل وما يتبعه من الفكر والنظر والتصديق واستنباط الآراء ، وهذا الحد انما هو حد للنفس بما هى نفس اعنى بما هى متعلقة بالبدن ومدبرة له ومستعملة للقوى والاعضاء لصدور تلك الافعال فالنفس اسم لذلك الجوهر المجرد من حيث هذا التعلق والاضافة اذ من المعلوم انها كمال للجسم الطبيعى لتعلقها به لا من حيث جوهرها فى ذاتها ، وهذا هو السر فى عد مبحث النفس من مباحث الطبيعيات ، ولا شبهة فى ان هذا الحد منطبق على كل فرد من النفوس البشرية مأخوذا مع هذا التعلق والاضافة من دون لحوق قيد آخر به ، فمعنى دخول النفوس البشرية تحت حد واحد انه لو سئل بما هو عن كل فرد فرد منها باعتبار هذا التعلق لكان الجواب ذلك الحد المذكور من دون زيادة ونقصان ، ولا احتمال لان يكون للنفس من هذه الحيثية شيء آخر لم يذكر فى الحد ، كما ان للطائر مثلا حدا واحدا نوعيا ينطبق على كل فرد من حيث هو طائر وهو