فردين من النفس واحدة فلا ترجيح لان يوجد فى احدهما دون الاخر من دون مرجح والمرجح ليس الا المادة وهى البدن.
قوله : لاستحالة الانطباع عليها ـ اى يستحيل ان ينطبع النفس فى المادة كانطباع اللون فى الموضوع وانطباع الصورة المائية مثلا فى الجسم لان ذلك ينافى تجردها الّذي اثبت فى المسألة الخامسة.
قوله : وإلا لزم التناسخ ـ اى ولو كان قبل البدن الّذي تعلقت به نفس بدن كانت تلك النفس متعلقة به وهكذا الى الازل لزم التناسخ وهو محال لما يأتى قريبا.
المسألة الثامنة
( فى ان لكل نفس بدنا واحدا وبالعكس )
قول المصنف : وهى مع البدن على التساوى ـ اى لا يتعلق ببدن واحد الا نفس واحدة ولا تتعلق نفس واحدة الا ببدن واحد ، اما الاول فهو امر وجدانى ضرورى فان كل انسان يجد ذاته ذاتا واحدة ، وتعدد الشئون والقوى غير تعدد النفس ، واما الثانى فان تعلق نفس واحدة ببدنين او اكثر على وجهين : اما على الاجتماع بان تدبر تلك النفس الواحدة فى بدنين معا وهذا باطل أيضا ضرورة ، وذكر لزوم كون معلوم احدهما معلوما للآخر ولزوم كون كليهما سخيين او بخيلين او شجاعين او جبانين مثلا وكذا باقى الصفات مع ان الامر ليس كذلك او اجتماع المتضادات فى الشيء الواحد لو كان احدهما سخيا والاخر بخيلا او احدهما شجاعا والاخر جبانا وهكذا تنبيه عليه ، واما على التعاقب بان تدبر تلك النفس الواحدة بدنا ثم تتركه وتحل بدنا آخر وتشتغل بتدبيره ثم تتركه وتحل بدنا آخر وهكذا وهذا هو التناسخ ، وسيأتى ذكره قريبا ، الا انه كان ينبغى ذكر هذا القسم والاستدلال على بطلانه أيضا هنا لان كلام المصنف : وهى مع البدن على التساوى شامل لهذا القسم أيضا ، ولذا احال المصنف بوجه بطلان التناسخ على هذا الموضع بقوله : وإلا بطل ما اصلناه من التعادل.