فى حدوثه.
ثم قال : فان قيل لم اوجب استيجاب البدن لحدوث صورة ما حدوث مبدأ لتلك الصورة ولم يوجب استيجابه لفساد تلك الصورة فساد مبدأ ذلك وما الفرق بين الامرين قلنا لان ما يقتضي حدوث معلول ما فانما يقتضي وجود جميع علل ذلك المعلول بشرائطها وما يقتضي فساد معلول لا يقتضي فساد العلل بل يكفيه فساد شرط ما ولو كان عدميا.
المسألة الحادية عشرة
( فى كيفية تعقل النفس وادراكها )
قول الشارح : اعلم ان التعقل الخ ـ الادراك ينقسم الى التعقل وهو ادراك الكليات والمجردات ، والى التوهم وهو ادراك المعانى الجزئية والمراد بالمعنى هو كل جزئى لم يدرك باحدى الحواس الخمس الظاهرة ، والى الاحساس وهو ادراك الصور الجزئية باحدى الحواس الخمس الظاهرة من الاجسام فى الخارج ، والى التخيل وهو ايراد المتخيلة الصور الجزئية فى الحس المشترك بعد ان وقعت فى الخزينة فالفرق بين الاحساس والتخيل ان الاول هو ارتسام الصور الجزئية فى الحس المشترك من الخارج بتوسط الحواس الخمس والتخيل هو ارتسامها فيه من داخل الدماغ والخزينة بايراد المتخيلة.
وفى الادراك اصطلاحان احدهما ما مر وهو اعم من الاخر الّذي هو بمعنى الاحساس فقط. ويأتى بيانهما فى المسألة السادسة عشرة من مبحث الكيف فى الفصل الخامس ، والشارح استعمله فى هذه المسألة وما بعدها بكلا المعنيين.
قوله : وقد ذهب جماعة الخ ـ هذا يوهم ان فى كون العقل مدركا للكليات بنفسه خلافا بين القدماء والمتأخرين وهذا يعارض ما نقل بعض الشارحين من انه لا نزاع فى ان مدرك الكليات فى الانسان هو النفس.
قوله : وتدرك الامور الجزئية بواسطة الخ ـ ادراك النفس بواسطة القوى