المقصد الاول
( فى الامور العامة )
قول المصنف رحمهالله : فى الامور العامة ـ اعلم ان موضوع العلم الالهى الاعم الّذي هذا المقصد كافل لبيان احكامه هو الموجود من حيث هو موجود من دون ان يلاحظ انه جوهر او عرض مجرد او مادى وغير ذلك من التقسيمات وعرّف هذا العلم بانه علم يبحث فيه عن العوارض الذاتية للموجود بما هو موجود وعوارض اقسامه الاولية كالواجب والممكن اى العوارض التى لا يتوقف عروضها على ان يصير الموجود رياضيا او طبيعيا او غير ذلك فالامور العامة هى تلك العوارض كالاشتراك والتشكيك والذهنية والخارجية والخيرية واللاضدية واللامثلية والتميز والتشخص والامكان والوجوب والاطلاق والتقييد والاحتياج والغنى والحقيقية والاعتبارية والسبق واللحوق والمعية وكونه ذا ماهية وما يتعلق بها والعلية والمعلولية الى غير ذلك من الاحكام التى سيأتى تفاصيلها فى هذا المقصد وهذا المقدار كاف فى فهم المراد بالامور العامة ولا طائل كثيرا تحت ما جرى بين القوم من التفاسير المختلفة والنقوض والاشكالات التى اوردوها على كل منها.
المسألة الاولى
( فى عدم امكان تحديد الوجود والعدم )
قول المصنف : وتحديدهما بالثابت العين الخ ـ فى اكثر عبارات القوم كعبارة الشارح رحمهالله وقع هذان التعريفان وامثالهما للموجود والمعدوم بخلاف المصنف رحمهالله حيث اوردهما تعريفا للوجود والعدم وما اورد احسن من حيث ان البحث فى الوجود والعدم وما فى عبارات القوم انسب إذ روعي فيه التطابق بين المعرف والمعرف من حيث الاشتقاق وحاصل التعريف ان الموجود ما له ذات والمعدوم ما لا ذات له.