من الحمرة مثلا حقيقة ونوع والضعيف منها حقيقة اخرى وبيان ذلك يأتى فى المسألة السادسة من مبحث الكيف.
قول المصنف : وانواع المتصل القار الخ ـ اعلم ان الجسم التعليمى الّذي هو الطول والعرض والعمق والسطح الّذي هو الطول والعرض فقط والخط الّذي هو الطول فقط موجودة فى الخارج وكل موجود بلحاظ انه موجود له اعتبار بشرط الشيء مع ان الامور المادية مشروطة بالمادة أيضا فى الخارج فلها فى الوجود الخارجى من الاعتبارات الثلاثة اعتبار بشرط الشيء فقط ، واما فى العقل وبحسب مفاهيمها الكلية فلها الاعتبارات الثلاثة كسائر الطبائع الكلية ، واما بحسب الخيال وتصورها جزئية فهى تابعة لما فى الخارج تقع فى الخيال صورها الجزئية الماخوذة من الخارج ولكن النفس لها قدرة ان يلاحظها فى صقع الخيال من غير التفات الى محالها وموادها واعراضها وهذا معنى اللابشرط لهذه الاشياء فى وجودها الخيالى ، وهى بهذا الاعتبار موضوعات للعلوم الرياضية التى تسمى بالعلوم التعليمية والتعاليم لان الفلاسفة كانوا يبتدءون بها فى تعليم الفلسفة رياضة لاذهان المبتدءين وتقويما لافكارهم فان للرياضيات هذا الشأن والتأثير ، ولذلك اطباء النفوس يأمرون من فى فكره اعوجاج ان يشتغل أولا بالرياضيات محضا ثم يشتغل بغيرها ، وأيضا كان غرض الفلاسفة من ابتدائهم بالرياضيات حين التعليم تأنيس النفوس باليقينيات وتبعيدها عن الغلط اذ هى علوم دقيقة يقينية مبتنية على بديهيات توافق عليها العقل والوهم ، وعلى هذا فعلى المحصلين ان لا يتجاوزوا الى غيرها من العلوم ما لم يمارسوا مسائلها كما ان عليهم ان لا يتجاوزوا الى سائر العلوم ما لم يزكوا نفوسهم من مساوى الاخلاق بتعلم علمها ، وكلا الامرين من وصايا السابقين فاحتفظوا عليها كى تكونوا من الفائزين.
قول الشارح : وقد تؤخذ باعتبار آخر ـ هو ما فى كلام المصنف الآتي.
قول المصنف : وان كانت تختلف الخ ـ يعنى يخالف الجسم التعليمى السطح والخط فى انه يمكن تخيله بشرط لا دونهما لان السطح والخط حيث انهما لا يتحققان