الخفة كما فى عبارة المتن ، والثقيل المطلق هو الارض والمضاف هو الماء والخفيف المطلق هو النار والمضاف هو الهواء ، وعبر عنهما الشارح بالحقيقي والاضافى ، والاضافة اما ان تلاحظ باعتبار الحركة واما ان تلاحظ باعتبار المتحرك.
بيانه ان الثقيل المضاف هو ما فى طبعه اذا خرج عن مكانه ان يتحرك نحو المركز ويقف بطبعه حيث تكون المسافة بينه وبين المحيط المراد به سطح كرة النار المحدب اكثر من المسافة بينه وبين المركز هذا تفسير الثقيل المضاف باعتبار الحركة ، واما تفسيره باعتبار المتحرك فهو ما يكون الثقيل المطلق سابقا له فى الحركة الى المركز بحيث يصل هو الى نفس المركز ويقف هو ما دونه ، واما الخفيف المضاف بالاعتبارين فهو يفسر كما يفسر الثقيل المضاف الا ان يبدل المحيط فى كل مورد فى العبارة بالمركز ويبدل المركز بالمحيط ، وهذا مراد المصنف بقوله : ويقالان بالإضافة باعتبارين.
اعلم ان الجسم الكروى له مركز ثقل ومركز حجم ، والاول هو نقطة فيه اذا قطع الجسم من اى جهة بنصفين على سطح مستو مارّ بتلك النقطة كان النصفان متساويين فى الوزن سواء كانا متساويين فى المقدار أم لا ، والثانى هو نقطة فيه يكون الخطوط الخارجة منها الى المحيط فى جميع الجوانب متساوية ، وبين المركزين عموم من وجه فان الجسم الكروى اذا كان جميع اجزائه من حقيقة واحدة كالماء مثلا ينطبق المركز ان واما اذا كان بعض اجزائه من الخشب وبعضها من الحديد مثلا يختلف المركز ان من حيث الموضع ، والمراد بالمركز هاهنا هو مركز الثقل فاذا كان منطبقا على مركز الحجم فلا اشكال ، واما اذا لم يكن فواجب على قاعدة اقتضاء الثقل ان ينطبق مركز ثقل الارض على مركز العالم دون مركز حجمها ، وهذا خلاف ظواهر كلمات القوم من ان مركز الارض هو مركز العالم اذ وحدة السياق تقتضى ان يكون المراد بمركز الارض مركز حجمها لان المراد بمركز العالم مركز حجمه قطعا.
قوله : وقد يعرض له ان يتحرك الخ ـ اى قد يعرض للهواء الّذي هو الخفيف