ما يحصل للجسم من غيره كالضوء الحاصل فى القمر والارض والهواء من الشمس وهذا يسمى نورا كما فى قوله تعالى : ( جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً ).
قوله : واوّل وثان ـ هذان قسمان للضوء العرضى فانه اما اوّل وهو الّذي يحصل للجسم من غيره بلا واسطة كالامثلة التى مضت ، واما ثان وهو الّذي يحصل للجسم بواسطة غيره كنور القمر الواقع على الارض فى الليل وكنور الهواء الواقع على الارض قبل طلوع الشمس بعد طلوع الفجر فانه ضوء الشمس يقع على كرة الهواء أولا لانها فوق الارض ومنها يقع على الارض ثانيا ، واما بعد طلوع الشمس فضوؤها يقع على الارض بلا واسطة ، وليس المراد بالواسطة الجسم المتوسط بين المضىء والمستضيء بحسب المكان بل الواسطة فى الإضاءة.
قول الشارح : وفى هذا نظر ـ هذا النظر مدفوع بتشريح الدليل وهو ان الظلمة لو كانت كيفية وجودية لكانت كيفية وجودية مبصرة اذ لا يتصور ان تكون كيفية نفسانية او استعدادية او مختصة بالكميات او كيفية محسوسة ملموسة او مذوقة او مسموعة او مشمومة ، ولو كانت كيفية وجودية مبصرة لحصل الفرق بين فتح العين وغمضها فى الظلمة المحضة والملازمة ظاهرة والتالى باطل بالوجدان فليست كيفية وجودية مبصرة ولا غير مبصرة.
المسألة السابعة
( فى البحث عن المسموعات )
قول المصنف : وهى الاصوات الحاصلة الخ ـ يمكن ان يقال : ان الصوت كيفية تحصل من الجسم بسبب الضغط الوارد عليه ، وليس لتموج الهواء دخل فيه ، والصوت الحاصل فى الهواء أيضا لوقوع الضغط عليه ، فلو كان الصوت حاصلا من تموج الهواء لما كان لهذا الاختلاف الكثير فى الاصوات سبب بل كان الاختلاف واحدا هو الاختلاف بالشدة والضعف فكلما كان التموج اشد كان الصوت اشد وكلما كان اضعف كان اضعف ، ولكن ليس كذلك لان الاصوات مختلفة اختلافا