قوله : وليس الطلب مغايرا لها ـ لا شبهة ان الطلب النفسى الحقيقى عين الإرادة النفسية الحقيقية اذ كل ما تعلقت به الإرادة النفسية من الامور المباشرية او غير المباشرية فهو مطلوب محبوب للنفس من تلك الحيثية التى تعلقت بها الإرادة ، فاستدلال الاشاعرة بان الآمر اختبارا او تهديدا طالب غير مريد اذ ليس له حقيقة إرادة لما امر به مردود بانهم ان ارادوا بها إرادة ما امر به فليس فى نفسه طلب له أيضا بالوجدان وطلبه ليس الا بحسب ظاهر اللفظ الّذي سماه بعض طلبا انشائيا ، وان ارادوا بها إرادة الاختبار او التهديد فانه مريد له فى نفسه يقينا كما انه فى نفسه طالب له أيضا ، واما ما امر به فهو طالب ومريد له بحسب اللفظ فقط ، وعلى هذا يرجع ادعاء الاشاعرة الى ان الطلب بحسب اللفظ مغاير للارادة الحقيقية النفسية ويرجع قول المعتزلة الى ان الطلب الحقيقى النفسى غير مغاير للارادة الحقيقية النفسية ويصير النزاع لفظيا ، وهذا النزاع اللفظى الّذي اشار إليه الشارح العلامة غير ما مر فى اصل المطلب اذ هذا فى تغاير الطلب والإرادة وعدم تغايرهما وذاك فى ثبوت الكلام النفسى وعدمه ، وصاحب الشوارق اخطأ فى تقرير النزاع اللفظى فى اصل المطلب حيث قال : وعلى تقدير ثبوت معنى آخر فهل يصح اطلاق لفظ الكلام عليه أم لا وهذا نزاع لفظى انتهى ، اذ النزاع حقيقة فى ثبوت معنى آخر وعدمه ولو ثبت فالمعتزلة لا يسمونه الا كلاما نفسيا فتقرير النزاع اللفظى فى اصل المطلب هو ما مر أولا موافقا للشارح القديم.
المسألة العاشرة
( فى البحث عن الكيفيات الاستعدادية )
قول المصنف : والاستعدادات الخ ـ المراد بهذا الاستعداد هو الكيفية الحاصلة فى الجسم التى تهيؤه لقبول اثر ما او امتناعه ، وهذا القبول اما بسهولة وسرعة واما بصعوبة وبطء ، فان الدهن مثلا سهل وسريع فى قبول ما يرد عليه من آثار الاجسام والبدن الممراض سريع وسهل فى قبول ما يرد عليه من الامراض وبعض