قوله : وذلك لان الرجحان الخ ـ يعنى ان الاستعداد لا يزال يتزايد الى احد الطرفين حتى ينتهى الى الاستعداد الّذي يوجب الانفعال التام او الى الاستعداد الّذي يوجب اللاانفعال ، وتسمية الاستعداد بالرجحان لان به ان يترجح الانفعالات بعضها على بعض الى ان ينتهى الى الانفعال التام كما صرح فى قوله. هى ما يرجح به القابل ، والحاصل ان الاستعدادات لها طرفان هما أيضا استعدادان لكن احدهما استعداد للانفعال التام والاخر استعداد للاانفعال ، فالوجود والعدم فى الطرفين يضافان الى الانفعال لا الى الاستعداد.
قوله : المتوسط بين طرفى الوجود والعدم الخ ـ هذه العبارة توهم ان الوجود والعدم يضافان الى الرجحان المراد به الاستعداد ولكن لا بد من صرفها الى ما قلنا لان اللاانفعال الملازم للمقاومة التامة لا يتصور من دون استعداد يقتضي ذلك.
قوله : نحو الفعل ـ اى نحو اللاانفعال الملازم للمقاومة ومراده بالفعل هو المقاومة.
المسألة الثانية عشرة
( فى البحث عن العلم بقول مطلق )
قول الشارح : وهو العلم خاصة ـ العلم التصديقى له معنى خاص وهو المذكور هنا ويخص باسم اليقين وقد عدّ له مراتب ثلاث : علم اليقين ، عين اليقين ، حق اليقين ، وما يقابله لا يسمى الجهل بقول مطلق اذ التقليد ليس بجهل ، وقد يطلق العلم على الشامل لهذا والظن والتقليد والجهل المركب وهذا هو العلم بالمعنى الاعم ، ويقابله الجهل البسيط وهو عدم اولوية نسبة القضية فى احد الطرفين سواء لم يكن فى النفس تصور النسبة اصلا او كان ولم تترجح الى احد الطرفين.
والحاصل ان لوح النفس اما ان لا يكون فيه صورة واما ان يكون ، والثانى هو التصور بقول مطلق ، وهو اما بلا حصول النسبة او مع حصولها ، والثانى اما ان